بسم الله الرحمن الرحيم
رقم الفتوى ( )
ورد إلى دار الإفتاء السؤال التالي:
يقوم بعض الناس باصطحاب أطفالهم إلى المسجد، ويقفون في الصف الأول خلف الإمام، وهم دون سن التكليف، متعللين بأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يطيل السجود لركوب أحد سبطيه على ظهره، فما الحكم في هذا؟.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد:
فاصطحاب الأطفال إلى المساجد جائز في الأصل، وقد دلت على ذلك جملة من النصوص، كصلاته صلى الله عليه وسلم، وهو حامل أمامة بنت بنته، وتخفيفه الصلاة لسماع بكاء الصبي؛ لئلا يشق على أمه، ولا شك في أن لذلك من المصالح التربوية ما لا يخفى، وهذا كله ما لم يترتب على ذلك أذية للمصلين، وإذهاب لخشوعهم، وفي المدونة: (سُئِلَ مَالِكٌ عَن الصِّبْيَانِ يُؤْتَى بِهِمْ إلَى الْمَسَاجِدِ؟ فَقَالَ: إنْ كَانَ لَا يَعْبَثُ لِصِغَرِهِ، وَيَكُفُّ إذَا نُهِيَ، فَلَا أَرَى بِهَذَا بَأْسًا، قَالَ: وَإِنْ كَانَ يَعْبَثُ لِصِغَرِهِ، فَلَا أَرَى أَنْ يُؤْتَى بِهِ إلَى الْمَسْجِدِ) (ج1/ص253)، والأولى أن يلي الإمام بالصف الأول العقلاء، والشيوخ، وأولوا الفضل؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (وليلني منكم أولوا الأحلام والنهى) رواه مسلم، ويقول أنس رضي الله عنه: (… والصبيان من ورائنا)، والصبي الذي قارب البلوغ، وناهز الحلم هو كالبالغ، لا ينهر، ولا ينفر، وهذا عند التزاحم، أما إذا كان الصف الأول غير مكتمل بالمصلين، فاكتماله بهم أولى من اصطفافهم خلفه. والله أعلم.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
الصادق بن عبد الرحمن الغرياني
مفتي عام ليبيا