طلب فتوى
الأسرةالعباداتالفتاوىالنكاح

حكم الاحتجاب من غير أولي الإربة

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

رقم الفتوى (5361)

 

ورد إلى دار الإفتاء الليبية السؤال التالي:

قمت بكفالة يتيم، والآن عمره 16 عامًا، وهو مصاب بالروماتيزم، ويتلقى أدوية وعِلَاجًا كيمَاوِيًّا أسبوعيًّا، وقد تسبَّبت له هذه الأدوية بتوقف تام في النمو، عندما بلغ ثماني سنوات، وإلى الآن لم تظهر عليه علامات البلوغ، طوله 127سم، ووزنه 28 كج، ملامح الوجه ثابتة، العضو الذكري كما هو منذ كان في سنّ الثّامنة، لم يظهر له شعر لا في العانة ولا في أي مكان آخر، عدَا شعرِ الرّأس، عقله سليم 100%، وهو حاليًّا يدرس في الصّفّ الحادي عشر، حفظ من القرآن ثلاثة أجزاء، ولا زال مستمرًّا في الحفظ، والعقل متناسب مع عمره الحقيقي.

والسّؤال: هل يعتبر هذا الطّفل غيرَ محرَمٍ بالنّسبة لزوجتي وابنتي وباقي عائلتي وعائلة زوجتي، ويعامل على أنّه غير محرَم، أم لا يزال طفلًا؟ وما الّذي يجب علينا فعله ليتمكّن من العيش معنا في نفس البيت، إذا كان غير محرم؛ لأنه يحتاج إلى رعاية خاصة يومية بسبب المرض، وعندما يشتد المرض لا يستطيع التحرك نهائيا، ولا الدخول إلى دورة المياه؟ علما أنه عند إرضاع زوجتي لأول طفل، قمنا بسحب سبعة أكواب، وأسقيناهم للطفل اليتيم، وكان في سن الثامنة.

الجواب:

الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.

أمّا بعد:

فإنه إذا كان اليتيم المسؤول عنه لا همة عنده للنساء، ولا يحصل منه انتشار، ولا يتحرك ذكره للشهوة، فهو من غير أولي الإربة، الذين استثناهم القرآن من الدخول على النساء، قال الله تعالى: (وَقُل لِّلۡمُؤۡمِنَٰتِ ‌يَغۡضُضۡنَ مِنۡ أَبۡصَٰرِهِنَّ وَيَحۡفَظۡنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبۡدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنۡهَاۖ وَلۡيَضۡرِبۡنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّۖ وَلَا يُبۡدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ) إلى قوله تعالى: (أَوِ ٱلتَّٰابِعِينَ غَيۡرِ أُوْلِي ٱلۡإِرۡبَةِ مِنَ ٱلرِّجَالِ أَوِ ٱلطِّفۡلِ ٱلَّذِينَ لَمۡ يَظۡهَرُواْ عَلَىٰ عَوۡرَٰتِ ٱلنِّسَآءِ) [النّور: 31].

وعليه فلا حرج من أن يعيش هذا اليتيم بين النساء، ولا يجب عليهنّ الاحتجاب منه. بشرط ألا يُلاحظ عليه فسق وفحش في الكلام يتعلق بأوصاف النساء؛ لحديث عائشة رضي الله عنها، قالت: (كَانَ يَدْخُلُ عَلَى أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مُخنَّثٌ، فَكَانُوا يَعُدُّونَه مِنْ غَيْرِ أُولِي اْلإرْبَةِ، فَدَخَلَ عَلَيْنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا وَهْوَ عِندَ بَعْضِ نِسَائِهِ، وَهْوَ يَنْعَتُ امْرَأَةً، فَقَالَ: إِنَّهَا إِذَا أَقْبَلَتْ أَقْبَلَتْ بِأَرْبَعٍ، وَإِذَا أَدْبَرَتْ أَدْبَرَتْ بِثَمَانٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: ألَا أَرَى هَذَا يَعلَمُ مَا هَهُنَا، لَا يَدْخُلَنَّ عَلَيْكُنَّ هَذَا، فَحَجَبُوهُ) [مسلم: 2181].

أما من حيث التكاليف الشرعية كالصلاة والصيام، فهي واجبة عليه من الآن ببلوغه هذه السن ما دام سليم العقل؛ احتياطا لدينه. والله أعلم.

وصلّى الله على سيّدنا محمّد وعلى آله وصحبه وسلّم

 

 

 

لجنة الفتوى بدار الإفتاء:

أحمد ميلاد قدور

حسن سالم الشّريف

 

الصّادق بن عبد الرحمن الغرياني

مفتي عام ليبيا

21//ربيع الآخر//1445هـ

05//11//2023م 

 

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق