حكم التسمي باسم (إسكندر)
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
رقم الفتوى (2291)
ورد إلى دار الإفتاء السؤال التالي:
ما حكم التسمي باسم (إسكندر)؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد:
فإن من حق المولود على والده أن يحسن اسمه، ومن الإحسان في الاسم سهولة لفظه، وجميل معناه، والتفاؤل به، وربطه بتاريخ الأمة وأمجادها، وقد غير رسولُ الله صلى الله عليه وسلم اسم حَرْبٍ إلى سِلْم [أبوداود:4956]، واسم عاصية إلى جميلة [مسلم:1239].
واسم (إسكندر) ليس عربيا، ولا نعرف ما يدل عليه في اللغات الأخرى، ولا يعرف من تسمى به من أهل الخير السابقين، فيكره لذلك التسمي به.
وأما ما ادعاه البعض، مِن أن ذا القرنين المذكور في القرآن هو نفسه الإسكندر المقدوني؛ فوهم وخطأ، أنكره غير واحد من أهل العلم؛ كالأزرقي والفخر الرازي وابن تيمية والذهبي وابن كثير وابن حجر العسقلاني، ومما ذكروه من الفروق بينهما أن الأول مؤمن، والثاني كافر.
وأما إن كان الداعي للتسمي به ارتباطه ببعض أهل الفسق؛ كالممثلين والمطربين، أو أهل الكفر كائنا ما كانوا، أو كان معناه دالًّا على كفر، أو على مستقبح شرعا أو عرفا؛ فيحرم حينئذ التسمي به.
وفي الأسماء الحسنة – البعيدة عن الاشتباه – كفايةٌ وغُنْيةٌ، وهي كثيرة، والله أعلم.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
لجنة الفتوى بدار الإفتاء:
أحمد محمد الكوحة
محمد علي عبد القادر
غيث بن محمود الفاخري
نائب مفتي عام ليبيا
05/جمادى الآخرة/1436هـ
26/مارس/2015م