بسم الله الرحمن الرحيم
رقم الفتوى ( )
ورد إلى دار الإفتاء السؤال التالي:
ما حكم التسول في المساجد؟ وكيف يتعامل المسؤولون عن المساجد مع هذه الظاهرة؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد:
فقد ذهب المالكية إلى منع السؤال في المسجد؛ ففي الذخيرة [13/348]: “قال مالك: وينهى السؤال عن السؤال في المسجد”، وفي التاج والإكليل [14/6]: “قال مالك: وينهى المساكين عن السؤال في المسجد، وقال ابن عبد الحكم: وإذا سألوا فلا يعطوا شيئاً”، وفي المدخل لابن الحاج [225/2]: “وينبغي له ـ أي الإمام في المسجد ـ أن يمنع من يسأل في المسجد]، ومن يجيز التسول في المسجد من العلماء، فإنما يجيزه بشروط، وهذه الشروط قد لا تتحقق، فالأحوط أن يبقى المتسولون خارج فناء المسجد، وإذا منعهم الإمام من السؤال في المسجد، فينبغي أن يكون ذلك برفق وحكمة، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “عَلَيْك بِالرِّفْقِ، فَإِنَّ الرِّفْقَ لَا يَكُونُ فِي شَيْءٍ إِلَّا زَانَهُ، وَلَا يُنْزَعُ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا شَانَهُ”. [رواه مسلم (2594)]، والله أعلم.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
الصادق بن عبد الرحمن الغرياني
مفتي عام ليبيا