حكم التعدي على قطعة أرض
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
رقم الفتوى (806)
ورد إلى دار الإفتاء السؤال التالي:
أنا (م)، أتقدم إليكم بصفتي وكيلاً عن ورثة عائلة (هـ)، بطلب لفتوى شرعية بخصوص قطعة أرض ، تم استغلالها وتشجيرها من قبل النظام السابق، ثم تحصلنا بعدها على أوراق ومستندات، تثبت حقنا في امتلاك الأرض، ومسحها، وإزالة ما بها من مخلفات وأشجار، وعندما ذهبنا بموجب هذه الرسائل، وجدنا في الأرض أشخاصاً يدّعون أنهم قاموا بشرائها من أشخاص لا علاقة لهم بالورثة، ورفضوا الحوار معنا، واستغلوا سلطتهم وعلاقتهم بالنظام في ذلك الوقت، وقاموا بالاعتداء علينا بالضرب، والتهديد بالسلاح، وحيث إننا نمتلك الأرض بأوراق رسمية نقدمها إليكم، نأمل منكم الاطلاع عليها، وإفادتنا بفتوى شرعية، وما هو الحكم في مسألتنا؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد:
فإن كانت هذه الأوراق المقدّمة، الدالة على ملككم المطلق للأرض، هي آخر ما استحدث في ملكيتها، ولم تخرج عن ملككم بأيّ وجه من وجوه نقل الملكية، فلا حجّة لأحد أن ينازعكم فيها، ومن فعل ذلك يعدُّ ظالماً، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يحلُّ مال امرئ مسلم إلا بطيب نفس منه)[السنن الكبرى:166/6]، وقال صلى الله عليه وسلم: (من اقتطع شبراً من الأرض ظلماً، طوّقه الله إياه يوم القيامة من سبع أرضين)[البخاري:345]، أما النّظر في الحجج، واعتماد صحّتها من عدمه، فهو من اختصاص القضاء، والله أعلم.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
الصادق بن عبد الرحمن الغرياني
مفتي عام ليبيا
2/ربيع الأول/1434هـ
2013/1/14