طلب فتوى
الأطعمة والأشربة والصيدالعباداتالفتاوى

حكم تربية القطط إذا ثبت في تربيتها ضرر

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

رقم الفتوى (5637)

 

ورد إلى دار الإفتاء الليبية السؤال التالي:

يقومُ أهلي بتربية القطط ورعايتها في المنزل، مع علمهم أنّ لدي حساسيةً عالية مِن القطط، فأدّى وجودُها في المنزلِ إلى إلحاقِ الضررِ بي، المتمثلِ في مشاكلَ في الجهازِ التنفسي، وبكتيريا في المعدةِ، التي تنشطُ بسببِ ملامسةِ القططِ للأكل، وبسببِ عدم نظافةِ المنزل، فما حكمُ تربية القططِ إذا ترتبَ على ذلكَ ضرر؟

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.

أما بعد:

فالأصلُ جوازُ تربية القطط؛ لطهارتِها، وعدمُ ورود نهيٍ عن اقتنائها أو تربيتها، فعن أبي قتادة رضي الله عنه، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في الهِرَّة: (إِنَّهَا لَيْسَتْ بِنَجَسٍ، إِنَّمَا هِيَ مِنَ الطَّوَّافِينَ عَلَيْكُمْ، أَوِ الطَّوَّافَاتِ) [الموطأ: 13].

وأما إذا كان في تربيتها وبقائها في المنزل ضررٌ على الإنسان بنقل الأمراض له، فإنها تُمنَع؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لَا ‌ضَرَرَ ‌وَلَا ‌ضِرَارَ) [الموطأ: 31]، وفي المعيار المعرب: “أَنَّ فُقَهَاءَ قُرْطُبَةَ سُئِلُوا عَنْ مَسْأَلَةٍ فِيهَا ضَرَرٌ؛ فَافْتَتَحُوا جَوَابَهُمْ بِقَوْلِهِمْ: لَوْ لَمْ يَكُنْ فِي َهَذا غَيْرَ قَوْلِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (لَا ضَرَرَ ولَا ضِرَارَ) لَكَانَ قَوْلًا شَافِيًا كَافِيًا، مُغْنِيًا عَنْ كُلِّ قَوْلٍ، مُوجِبًا لِقَطْعِ الضَّرَرِ” [9/43].

فعلى المسلم ألَّا يفعل ما فيه إضرارٌ بأخيه المسلم، بل الواجبُ أنْ يحسنَ إليه، ويتأكدُ هذا الحقُّ في القريبِ، قال تعالى: (وَٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ وَلَا تُشۡرِكُواْ بِهِۦ شَيۡـٔٗاۖ وَبِٱلۡوَٰلِدَيۡنِ إِحۡسَٰنٗا ‌وَبِذِي ‌ٱلۡقُرۡبَىٰ)[النساء: 36].

وعليه؛ فلا يجوزُ تربيةُ القطط إذا ترتبَ عليها ضرر، وعلى أهلِ السائلِ إن أرادُوا تربيتَها، أنْ يخصِّصوا لها مكانًا مستقلًّا بعيدا عن الاختلاط بمن يتضرّر منها، وأن يهتموا بنظافتِها؛ حتى لا تكونَ مؤذيةً لغيرِهم، والله أعلم.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

 

 

لجنة الفتوى بدار الإفتاء:

أحمد بن ميلاد قدور

حسن بن سالم الشريف

 

الصادق بن عبد الرحمن الغرياني

مفتي عام ليبيا

18// ذو القعدة// 1445هـ

26// 05// 2024م  

 

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق