طلب فتوى
الأسئلة الشائعةالإجارةالبيعالفتاوىالمعاملاتقضايا معاصرة

حكم تزوير الشهائد لتعديل الدرجة الوظيفية

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

رقم الفتوى (5920)

 

ورد إلى دار الإفتاء الليبية السؤال التالي:

درَستُ ستةَ فصول دراسية في معهدٍ للصيدلة، ولكن عند وصولي للفصل الخامس لم أُجرِ الامتحانات لعذر، وعندما بدأَت الدراسةُ للفصل السادس، قالت لي مديرة المعهد: ستبدأُ الفصل السادس، ثم تجري امتحانات الفصل الخامس فيما بعد، ولمّا أنهيت الفصلَ السادس طلبتُ إكمال ما فاتَني، فقالت لي المديرة: لقد رصدت درجاتك وأرسلتها، وقد نجحتَ، أي أنها أدخلت درجات افتراضية من عندها دونَ علمي، وعدد المواد خمسة، وأنا الآن في مرحلة بحث التخرج، وقد طلبتُ إجراء الامتحاناتِ فرُفض طلبي، فهل يجوز لي استعمال الشهادة لتعديل درجتي الوظيفية، حيث إني متعينٌ بالشهادة الثانوية، ولم أباشر التزوير؟ علمًا أني متدربٌ على العمل في مجال الصيدلة، ومتمكنٌ من عملي.

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.

أما بعد:

فإن ما قامتْ به مديرةُ المعهدِ تزوير محرمٌ، يلزمها التوبة منه؛ فالتزوير في الشهائدِ أو غيرها مِن كبائر الذنوب؛ لأنه مِن قول الزور، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (أَلا أُنَبِّئُكُمْ بأَكْبَرِ الكَبائِرِ قُلْنا: بَلَى يا رَسولَ اللَّهِ، قالَ: الإشْراكُ باللَّهِ، وعُقُوقُ الوالِدَيْنِ، وكانَ مُتَّكِئًا فَجَلَسَ فقالَ: ألا وقَوْل الزُّورِ، وشَهادَة الزُّورِ، ألا وقَوْل الزُّورِ، وشَهادَة الزُّورِ، فَما زالَ يقولُها، حتَّى قُلتُ: لا يَسْكُتُ) [البخاري: 5976].

ولا يجوزُ الإقدامُ على استخدام هذه الشهادة، المشتملة على تزوير، لتعديل الدرجة الوظيفية، وإن لم يباشرْ صاحبُ الشهادة التزوير، وكان متقنًا لعمله؛ لأن في هذا غشًّا لجهة العمل التي ستُقَدَّمُ لها، إذ إنّ صاحبها لم يستوفِ متطلباتِ الحصول عليها، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (وَمَنْ غَشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا) [مسلم:146].

وعلى السائل -ليباحَ له استخدام الشهادة في معادلة درجته- أنْ يدخلَ الامتحان في مواد الفصل الذي لم يمتحنْ فيه، فإذا نجح كان له استخدام الشهادة وإنْ تعذرَ إعادة إرسال الدرجات.

والواجب رفع شكوى إلى الجهات المختصة، مثلِ وزارة التعليم العالي، أو الجهات التي لها رقابة على المعاهد والمدارس الخاصة؛ لإنزال العقوبة الرادعة على من يتسببون في تخريب البلاد وإفساد الأجيال، والتلاعب بالتعليم، الذي هو العمود الفِقري لبناء الأمّة، وإقامة الدول القادرة على النهوض بشعوبها، والاستفادة من مواهبهم وخبراتهم؛ لأن هذا العمل من الفساد، والله تعالى يقول: (وَٱللَّهُ لَا يُحِبُّ ٱلۡمُفۡسِدِينَ) [المائدة: 64]، ويقول: (وَلَا تَعۡثَوۡاْ فِي ٱلۡأَرۡضِ مُفۡسِدِينَ) [البقرة: 60]، والله أعلم.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

 

 

لجنة الفتوى بدار الإفتاء:

عبد الدائم بن سليم الشوماني

عصام بن علي الخمري

 

الصادق بن عبد الرحمن الغرياني

مفتي عام ليبيا

04//شعبان//1446هـ

03//فبراير//2025م 

 

 

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق