بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
رقم الفتوى (5578)
ورد إلى دار الإفتاء الليبية السؤال التالي:
قرية في منطقة الغيران بمدينة مصراتة، بها مسجد يُعرفُ بِـ (مسجد بن عُبيد)، أُسِّسَ سنة 1885م، وكان مسجد أوقات فقط، وفي سنة 2022م وُسِّع بناء المسجد، فصار مكونًا من ثلاثة طوابق؛ فتعداد سكان القرية في ازدياد، والمسجد يقع في مكان تكثر فيه حركة الناس، فهو يُطلُّ على شارع الفواتير الرئيسي؛ لذلك طلب أهل القرية من هيئة الأوقاف أن تُصلى الجمعة فيه، فتحصلوا على موافقة مبدئية، وصُلِّيَتْ فيه الجمعة، فامتلأ المسجد بأهل القرية والمارين والعمالة الأجنبية، فهل ما فُعِل من تغيير المسجد إلى مسجد جمعة جائز شرعًا؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد:
فإن صلاة الجمعة شعيرة عظيمة من شعائر الإسلام، فيها تظهر وحدة المسلمين، وتجتمع كلمتهم، والأصل عند فقهاء المالكية منع تعدُّدِ الجمعة لغير حاجةٍ في البلدِ الواحد، قال الدسوقي رحمه الله: “فَلَا يَجُوزُ تَعَدُّدُهُ عَلَى الْمَشْهُورِ، وَلَوْ كَانَ الْبَلَدُ كَبِيرًا؛ مُرَاعَاةً لِمَا كَانَ عَلَيْهِ السَّلَفُ، وَجَمْعًا لِلْكُلِّ، وَطَلَبًا لِجَلَاءِ الصُّدُورِ” [حاشية الدسوقي: 374/1]، لكن إذا دعت الحاجة إلى تعدد مساجد الجمعة، بسبب توسع المدن؛ فيُعملُ بقول بعض أهل العلم من جواز تعدد الجمعة في بلدٍ واحدٍ، قال ابن عبد السلام رحمه الله: “وَالْعَمَلُ عِنْدَ النَّاسِ الْيَوْمَ عَلَى الْجَوَازِ؛ لَمَا فِي جَمْعِ أَهْلِ الْمِصْرِ الْكَبِيرِ فِي مَسْجِدٍ وَاحِدٍ مِنَ الْمَشَقَّةِ” [تنبيه الطالب: 435/1].
عليه؛ فإذا كانت مساجد الجمعة بعيدةً عن القرية، أو قريبة وضاقَت عن أهلها، وتعذرت توسعتُها، فلا حرج أن تصلى الجمعة في مسجدِ القرية المذكور، والله أعلم.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
لجنة الفتوى بدار الإفتاء:
عبد العالي بن امحمد الجمل
عبد الرحمن بن حسين قدوع
الصادق بن عبد الرحمن الغرياني
مفتي عام ليبيا
14/رمضان/1445هـ
25//03//2024م