طلب فتوى
الأسئلة الشائعةالأسرةالطلاقالفتاوى

حكم طلاق المسحور مسلوب الإرادة

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم

رقم الفتوى (5563)

 

ورد إلى دار الإفتاء الليبية السؤال التالي:

طلقت زوجتي في رمضان الماضي دون إرادتي، حيث إني مسحور، تسلط على الجان منذ سنة 2017م، أي قبل زواجي بثلاث سنوات، فأجبرني على التلفظ بالطلاق، ولم أستطع منعه من ذلك، وقد شخصني الطبيب -بعد أن ألزمني الراقي الشرعي بعرض نفسي عليه- بمرض الاضطراب العاطفي القطبي، حسب التقرير المرفق، الذي جاء فيه أن المريض يعاني من هلاوس سمعية وأوهام اضطهادية، واضطراب في النوم ومزاج مكتئب، وانسحاب اجتماعي، وانخفاض في التركيز، مع فترات من الثرثرة والشك، فما حكم هذا الطلاق؟ علمًا أنه الطلاق الثالث، فقد طلقتها مرتين في السنتين الماضيتين، وكانتا وأنا مسلوب الإرادة.

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.

أما بعد:

فإن كان الحال كما ذكر، وكان السائل وقتَ وقوعِ الطلاقِ مسلوبَ الإرادةِ، بحيث لا يدري ما يقولُ، أو وجدَ نفسه مجبرًا على التلفظ بلفظِ الطلاق بسببِ السحر، فإنّه لا يلزمُه الطلاق، ويكون حينئذٍ في حكم المكرَهِ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ اللهَ وَضَعَ عَن أُمَّتِي الْخَطَأَ وَالنِّسْيَانَ وَمَا اسْتُكْرِهُوا عَلَيْهِ) [ابن حبان: 7219]، وفي المدونة: “قُلْتُ: أَرَأَيْتَ طَلَاقَ الْمُكْرَهِ وَمُخَالَعَتَهُ، قَالَ مَالِكٌ: لاَ يَجُوزُ طَلَاقُ الْمُكْرَهِ، فَمُخَالَعَتُهُ مِثْلُ ذَلِكَ عِندِي”[المدونة: 2/79]، وهذا في المسحورِ الذي جعله السحرُ مسلوبَ الإرادةِ، بخلافِ المسحورِ الذي لم تصلْ حالته إلى هذا الحدّ، وبخلافِ العاقل المختارِ الذي لم يفقدِ الإدراك، فهذانِ محاسبانِ على أقوالهما وأفعالهما.

وعليه؛ فإن كان الحال ما ذكر، وكان السائلُ وقتَ إيقاع الطلاقِ مسلوبَ الإرادةِ، تحتَ وطأةِ السحرِ – كما ذكر – فطلاقُهُ غيرُ واقع، وزوجته ما زالتْ على عصمتهِ، وليعلم الزوج أن وقوع الطلاق عليه من عدمه متوقفٌ على صدق ما أخبر به، من إكراهه على التلفظ بالطلاق، أما إن لم  يجد نفسهُ مجبَرًا على التلفّظ به؛ فإن هذه الفتوى لا تفيده؛ لأنها بُنيت على إخباره بإكراهه، فإذا كان الواقع غير ذلك، وكان مريدا مختارا، فالطلاق لازمٌ، والفتوى لا تصلح له، والله أعلم.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

 

لجنة الفتوى بدار الإفتاء:

حسن بن سالم الشريف

عبد العالي بن امحمد الجمل

 

الصادق بن عبد الرحمن الغرياني

مفتي عام ليبيا

01//رمضان//1445هـ

12//03//2024م 

 

 

 

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق