طلب فتوى
العقيدةالفتاوى

حكم عقيدة من يقول: “الله في كل مكان”

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

رقم الفتوى (2617)

 

ورد إلى دار الإفتاء السؤال التالي:

بعض المشايخ يُعلمون الناس في دروسهم أنّ الله تعالى في كلّ مكان، نرجو منكم توضيح العقيدة الصحيحة في هذه المسألة، حتى تعم الفائدة.

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.

أما بعد:

فإن الواجب على المسلم في مسائل الأسماء والصفات؛ أن يؤمن إيمانًا جازما بما وصفَ اللهُ به نفسَه، أو وصفَه به رسوله صلى الله عليه وسلم، دون تكييف ولا تمثيل ولا تعطيل ولا تحريف؛ كما قال تعالى: )لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ( [الشورى:11]، وقد درجَ على ذلك السلف الصالح مِن القرون المفضلة الأولى؛ فاعتقاد أهلِ السنة والجماعة – قديمًا وحديثًا – أن الله تعالى في السماء، وأنه على عرشه استوى سبحانه وتعالى، وقدْ تضافرت على ذلك الأدلة من الكتاب والسنة؛ كقوله تعالى‏:‏ ) أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاءِ أَن يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ أَمْ أَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاءِ أَن يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا( ‏[الملك‏:16،17‏]،‏ وقوله تبارك اسمه: )إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ( [فاطر:10]، وقوله تعالى: )الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ([طه:5]، وفي حديث الجارية؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها‏:‏ (‏‏أين الله‏؟)‏ قالت‏:‏ في السماء، قال‏:‏ (‏‏أعتقْها فإنها مؤمنة‏) ‏[‏مسلم:537‏]‏، وروى ابن عبد البر المالكي بسنده إلى الإمام مالك رحمه الله أنه قال: “اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي السَّمَاءِ وَعِلْمُهُ فِي كُلِّ مَكَانٍ، لَا يخلو منه مكان” [التمهيد:138/7]، وما يُدرِّسه هؤلاء المشايخ هو عقيدة باطلة؛ قال ابن عبد البر المالكي رحمه الله في شرح حديث: (يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا….): “وفيه دليل على أن الله عز وجل في السماء على العرش من فوق سبع سماوات؛ كما قالت الجماعة، وهو من حجتهم على المعتزلة والجهمية، في قولهم: إن الله عز وجل في كل مكان، وليس على العرش، والدليل على صحة ما قاله أهل الحق في ذلك قولُ الله عز وجل: (الرّحمنُ على العرشِ اسْتَوَى)” [التمهيد:7:130]، والله أعلم.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

 

 

لجنة الفتوى بدار الإفتاء:

أحمد ميلاد قدور

أحمد محمد الكوحة

 

الصادق بن عبد الرحمن الغرياني

مفتي عام ليبيا

06/المحرم/1437هـ

19/أكتوبر/2015م

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق