طلب فتوى
الأسئلة الشائعةالفتاوىقضايا معاصرة

حكم عمليات زراعة شعر الرأس والحاجبين

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

رقم الفتوى (5644)

 

ورد إلى دار الإفتاء الليبية السؤال التالي:

ما حكم عمليات زراعة شعر الرأس والحاجبين؟ حيث إنها تعدُّ عملياتٍ جراحية.

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.

أما بعد:

فإنّ العملياتِ الجراحيةَ إذا كان فيها تغيير لخلقة الإنسان السوية، لأجلِ زيادةِ التجمل والحسن؛ فهي ممنوعةٌ شرعًا، أما إذا لم يكن فيها تغييرٌ لخلقِ الله، وإنما هي للتداوِي، وإعادةِ شكلِ أعضاءِ الجسمِ إلى الحالة التي خُلقت عليها، وإزالةِ العيوبِ الخِلْقيةِ أو الطارئةِ؛ فهي جائزة.

وزوالُ الشعرِ من لرأسِ والحاجبينِ هو مِن قَبيلِ العيوبِ، التي يُشْرَع التداوي منها، وليستْ من تغيير خلقِ الله؛ لحديثِ الثلاثة من بني إسرائيل، وفيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (فَبَعَثَ الله إِلَيْهِمْ مَلَكاً… فَأَتَى الْأَقْرَعَ فَقَالَ: أَيُّ شَيْءٍ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: شَعَرٌ حَسَنٌ وَيَذْهَبُ عَنِّي هَذَا الَّذِي قَذَرَنِي النَّاسُ، قَالَ: فَمَسَحَهُ فَذَهَبَ عَنْهُ وَأُعْطِيَ شَعَراً حَسَناً) [البخاري: 3464]، فدل على أن ذهاب الشعر من العيوب التي يُشرعُ التداوِي منها والسعيُ لإزالتها، وليس ذلك من تغييرِ خلقِ اللهِ طلبًا للتجمّل.

وقد نصَّ مجمع الفقه الإسلامي التابع لمنظمة التعاون الإسلامي في دورته الثامنة عشرة المنعقدة في بوتراجايا (ماليزيا) من 24 إلى 29 جمادى الآخرة 1428ه، على أن زراعَةَ الشعرِ تندرجُ في المشروعِ، مما يسمَّى عملياتِ الجراحةِ التجميلية، حيث جاء فيه: “يَجُوزُ شَرْعًا إِجْرَاءُ الْجِرَاحَةِ التَّجْمِيلِيَّةِ الضَّرُورِيّةِ وَالْحَاجِيَّةِ الّتِي يُقْصَدُ مِنْهَا… إِصْلَاحُ الْعُيُوبِ الطَّارِئَةِ (الْمُكْتَسَبَةِ)… مِثْلَ: زِرَاعَةِ الْجِلْدِ وَتَرْقِيعِهِ… وَزِرَاعَةِ الشَّعَرِ حَالَةَ سُقُوطِهِ” [قرار رقم: 173(18/11)].

عليه؛ فيجوز زراعة الشعر بالعمليات الجراحية لمَن سقطَ شعرُ رأسِه أو حاجبيهِ، والله أعلم.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

 

 

لجنة الفتوى بدار الإفتاء:

عصام بن علي الخمري

عبد الرحمن بن حسين قدوع

 

الصادق بن عبد الرحمن الغرياني

مفتي عام ليبيا

26/ذو القعدة/1445هـ

03/يونيو/2024م  

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق