حكم قول كلمة (مبدع) لمن يتقن شيئا
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
رقم الفتوى (1300)
ورد إلى دار الإفتاء السؤال التالي:
ما حكم قول كلمة مبدع لمن يتقن شيئا؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد:
فإن (المبدع) ليس اسمًا من أسماء الله تعالى ولا صفة من صفاته، ولكن يقال لله سبحانه بأنه مبدع من باب الإخبار، وباب الإخبار أوسع من باب الأسماء والصفات، ولكن من صفات الله الواردة في الكتاب والسنة بديع السماوات والأرض، قال القرطبي في تفسير قوله تعالى: )بدِيعُ السَّماواتِ وَالأَرْضِ وَإِذا قَضى أَمْراً فَإِنَّما يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ( [البقرة:117] “بَدِيعُ السَّماواتِ” فَعِيلٌ لِلْمُبَالَغَةِ، وَارْتَفَعَ عَلَى خَبَرِ ابْتِدَاءٍ مَحْذُوفٍ، وَاسْمُ الْفَاعِلِ مُبْدِعٌ، كَبَصِيرٍ مِنْ مُبْصِرٍ. أَبْدَعْتُ الشَّيْءَ لاَ عَنْ مِثَالٍ، فَاللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بديع السموات وَالأَرْضِ، أَيْ مُنْشِئُهَا وَمُوجِدُهَا وَمُبْدِعُهَا وَمُخْتَرِعُهَا عَلَى غَيْرِ حَدٍّ وَلاَ مِثَالٍ [تفسير القرطبي:86/2]، وعليه فلا حرج شرعا من قول مبدع لمن صنع شيئا؛ لأن المقصود به هو إتقان هذا الشيء الذي قام به من حيث القياس البشري، فإبداع الله تعالى خلق وإنشاء وإيجاد للأشياء على غير مثال سابق، وإبداع البشر تأليف الموجود وتركيبه على صورة لم يعهدها الناس، وهذا هو الفرق، ومن أهل العلم من يرى تجنب إطلاق هذا اللفظ في جانب البشر رفعا للبس، والأمر يرجع إلى النيات في إطلاق هذه الكلمة، والله أعلم.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
لجنة الفتوى بدار الإفتاء:
غيث بن محمود الفاخري
محمد علي عبد القادر
الصادق بن عبدالرحمن الغرياني
مفتي عام ليبيا
29/رجب/1434 هــ
2013/6/8 م