بسم الله الرحمن الرحيم
رقم الفتوى (205)
ورد إلى دار الإفتاء السؤال التالي:
ما حكم التعامل بهذا العقد الذي تعده شركة (كويست نت)؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن ولاه .
أما بعد :
فإن العقد المذكور من العقود الفاسدة شرعا؛ لأنه مبني على الغرر، ويؤدي إلى أكل أموال الناس بالباطل، حيث إن المشتري عند الإقدام على شراء السلعة إنما يقدم عليها لما يؤمّله من الوصول إلى المستوى المطلوب من التسويق، فيحصل على العمولات الموعود بها، وبذلك يكون الثمن الذي أداه موزعا على السلعة التي اشتراها، وعلى فرصة النجاح التي يؤملها، وهذه قد تتحقق وقد لا تتحقق، فكأنه دفع جزءا من المال نظير هذه المخاطرة، وهذا من الغرر والمقامرة، وقد نهى الله عز وجل عن المقامرة التي هي الميسر، وقرنه بالأصنام والخمر، فقال عز وجل: )يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ(، وفي صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم: “مَنْ حَلَفَ مِنْكُمْ، فَقَالَ فِي حَلِفِهِ بِاللاتِ وَالْعُزَّى فَلْيَقُلْ: لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وَمَنْ قَالَ لِصَاحِبِهِ: تَعَالَ أُقَامِرْكَ فَلْيَتَصَدَّقْ” (1647)، هذا بالإضافة إلى ما فيه من مبادلة النقد بالنقد بزيادة عندما يربح، وهذه حقيقة الربا، وقد قال الله تعالى: )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ(.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
الصادق بن عبد الرحمن الغرياني
مفتي عام ليبيا
24/جمادى الآخرة/1433هـ
2012/5/15