حكم منع المصلين من الاستفادة بالكتب الموجودة بالمساجد

بسم الله الرحمن الرحيم

رقم الفتوى (   )

ورد إلى دار الإفتاء السؤال التالي:

         وزعت وزارة الأوقاف كتبا من أمهات المراجع في الفقه والتفسير والحديث وغيرها، وأثناء الثورة قامت إدارة المسجد بإخفاء الكتب صيانة لها من التلف، وبعد انتهاء الثورة لم تقم بإرجاعها إلى المسجد، رغم تكرار الطلب من روّاد المسجد على هذه الكتب، متعذرة بأنها سوف تضيف كتبا أخرى لتجعلها مكتبة كبيرة، فهل يحق لهم منع المصلين من الانتفاع بهذه الكتب لهذا السبب الذي طال تنفيذه، وما نصيحتكم؟

            الجواب:

            الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.

أما بعد:

          فالواجب على من هذه الكتب تحت يده أن يخرجها للناس للانتفاع بها، ولا يجوز لهم حجبها؛ لأن ذلك من حجب الحق عن أهله، وتعطيل الانتفاع بالوقف، وقد حذر الله تعالى من ذلك فقال: (فَمَن بَدَّلَهُ بَعْدَ مَا سَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ إِنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)، فيجب على إدارة المسجد إخراج الكتب للناس للاستفادة منها، وأن لا يمنعوهم بحجة أمر قد يتأخر تنفيذه، والواجب الشرعي على كل من رأى رأيا بإصلاح شيء في المسجد أن يصل إليه من خلال قنواته الصحيحة، وهي وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، ويتعاون معها، ويتقيد بالنظم التي تعممها. والله أعلم.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

                                                         الصادق بن عبد الرحمن الغرياني

                                                                     مفتي عام ليبيا