بسم الله الرحمن الرحيم
رقم الفتوى (700)
ورد إلى دار الإفتاء السؤال التالي:
ما حكم جمع الزكاة وإرسالها إلى غزة؛ لأنهم يتعرضون لظلم وقتل وتشريد من قبل الصهاينة المحتلين؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد:
فالأصل في صرف الزكاة أن يكون في البلد الذي وجبت فيه الزكاة؛ لقول: رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رضي الله عنه حِينَ بَعَثَهُ إِلَى اليَمَنِ “فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ فَرَضَ عَلَيْهِمْ صَدَقَةً تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ فَتُرَدُّ عَلَى فُقَرَائِهِمْ” [البخاري (1496)]، إلاّ إذا كان الناس في البلد البعيد أشد حاجةً وفقراً، فيندب نقلها إليهم إيثاراً للمضطر، وأهلنا في غزة أصابهم من البلاء والشّدّة من قِبَلِ الصهاينة الحاقدين المحتلين ما يوجب على المسلمين جميعاً الوقوف معهم، ودفع الضرر عنهم، فهم بحاجة إلى عون إخوانهم المسلمين في كلّ مكان من البلاد الإسلامية، قال القرطبي في تفسيره (8/175): “قَالَ ابْنُ الْقَاسِمِ أَيْضًا: وَإِنْ نُقِلَ بَعْضُهَا لِضَرُورَةٍ رَأَيْتُهُ صَوَابًا. وَرُوِيَ عَنْ سَحْنُونٍ أَنَّهُ قَالَ: وَلَوْ بَلَغَ الْإِمَامَ أَنَّ بِبَعْضِ الْبِلَادِ حَاجَةً شَدِيدَةً جَازَ لَهُ نَقْلُ بَعْضِ الصَّدَقَةِ الْمُسْتَحَقَّةِ لِغَيْرِهِ إِلَيْهِ، فَإِنَّ الْحَاجَةَ إِذَا نَزَلَتْ وَجَبَ تَقْدِيمُهَا عَلَى مَنْ لَيْسَ بِمُحْتَاجٍ (وَالْمُسْلِمُ أَخُ الْمُسْلِمِ لَا يُسْلِمُهُ وَلَا يَظْلِمُهُ).
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
الصادق بن عبد الرحمن الغرياني
مفتي عام ليبيا
21/المحرم/1434هـ
2012/12/5