طلب فتوى
الأسرةالفتاوىالنكاح

خدمة الزوجة أهل زوجها

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

رقم الفتوى (2217)

 

ورد إلى دار الإفتاء السؤال التالي:

ما هو الضابط الشرعي في تعامل الزوجة مع أهل زوجها؟ وهل يجوز للزوج أن يفرض على زوجته طريقة معينة في التعامل مع أهله؟ وهل يحق للزوجة أن ترفض معاملة أهل زوجها في نطاق المتعارف عليه في طرابلس؟ وما نصيحتكم حول الخلافات التي تقع بين أهل الزوج وزوجته؟

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.

أما بعد:

فإن الزوجة مطالبة بحسن معاشرة زوجها، وطاعته في المعروف، ومن حسن عشرته أن تحسن معاشرة أهله، وتقدرهم وتكرمهم، ولكن لا يجب عليها أن تخدمهم، إلا أن تتطوع، وليس للزوج أن يلزم زوجته أو يفرض عليها، معاملة أهله بأمور لا تجب عليها شرعا، ولكن عليها – أدبًا وتفضلا وحرصا على دوام المودة والعشرة الطيبة – أن تطيعه بالمعروف، بحيث لا تتضرر في نفسها، أو يؤدي ذلك إلى تقصيرها في واجباتها، تجاه زوجها وولدها.

ويجب أن يعلم أهل الزوج، أن ما تقدمه زوجة ابنهم من خدمة لهم أو لبعضهم، إنما هو إحسان منها وتطوع، يجب شكرها عليه، ولو امتنعت فهذا حقها، لا لوم عليها فيه.

وأما الخلافات التي تقع بين الزوجة وأهل زوجها، فإنه ما من خلاف إلا وله سبب، فإذا عُرف السبب أمكن الحل، بالتروي والتعقل والحكمة، ثم بالاستعانة بأهل العلم والرأي والمشورة والإصلاح.

وعلى الزوج أن يكون ذا حكمة وبصيرة، وأن يكون عطوفا رحيما بزوجته، صبورا عليها، وأن يراعي طبيعتها النفسية والمزاجية قدر الإمكان، حتى تدوم العشرة ويحصل الهناء، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (واستوصوا بالنساء خيرا؛ فإنهن خلقن من ضِلع، وإن أعوج شيء في الضلعِ أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء خيرا) [البخاري:4890، مسلم:1468]، وقال أيضا صلى الله عليه وسلم: (واستوصوا بالنساء خيرا، فإنما هن عوانٍ عندكم [أي: أسيرات] ليس تملكون منهن شيئا غير ذلك، إلا أن يأتين بفاحشة مبينة، فإن فعلن فاهجروهن في المضاجع، واضربوهن ضربا غير مبرح، فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا، ألا إن لكم على نسائكم حقا، ولنسائكم عليكم حقا؛ فأما حقكم على نسائكم؛ فَلَا يُوطِئْنَ فُرُشَكُمْ مَن تَكرهُون، ولا يأذَنَّ في بيوتكم لمن تكرهون، ألا وحقُّهن عليكم أن تحسنوا إليهن في كِسوَتِهن وطعامِهن) [الترمذي:1163، ابن ماجه:1851]، والله أعلم.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

 

 

لجنة الفتوى بدار الإفتاء:

أحمد ميلاد قدور

محمد الهادي كريدان

 

غيث بن محمود الفاخري

نائب مفتي عام ليبيا

26/ربيع الآخر/1436هـ

16/02/2015م

     

 

 

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق