بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
رقم الفتوى (3412)
ورد إلى دار الإفتاء السؤال التالي:
طلقتُ زوجتي، وأرجعتها إلى عصمتي قبل انتهاء العدة، إلّا أنّها رفضت الرجوع، وأخذتِ الأبناء وحرمتني من رؤيتهم، وقد تشاجرت بالضرب مع إخوتها، الذين رفضوا الانصياع إلى القانون والشرع، وانحازوا مع أختهم، والآن بعد مرور مدة طويلة على نشوزها، وافقتْ على الرجوع، بشرط رضا أهلها، وإعادة كتابة عقد جديد، فهل الرجعة متوقفةٌ على رضا أهل الزوجة؟ وهل يحق لها اشتراط عقد جديد؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد:
فإذا كانت هذه الطلقة رجعية، ولم تكن الثالثة، وأرجعتَها قبل خروجها مِن العدة؛ فرجعتُك لها صحيحة، ولا يحقّ لإخوتها أن يمنعوها؛ لأن الرجعة في العدة حقٌّ للزوج، ولا يشترط في صحتها علمُ الزوجةِ ولا رضاها، ولا علمُ أهلها، قال تعالى: (وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَلِكَ إِنْ أَرَادُوا إِصْلَاحًا) [البقرة:228]، وللسائل رفع الأمر إلى القاضي، للمطالبة بالعودة إلى البيت، والنظر في أسباب النشوز، وفي منع الأطفال من أبيهم، لرد الأمور إلى نصابها، والله أعلم.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
الصادق بن عبد الرحمن الغرياني
مفتي عام ليبيا
23/صفر/1439هـ
12/نوفمبر/2017م