طلب فتوى
الأسرةالفتاوىالنكاح

ركون ولي المخطوبة مقدم على ركونها

ركون المخطوبة لا يعتبر مع رد مجبرها

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

رقم الفتوى (4296)

 

ورد إلى دار الإفتاء الليبية السؤال التالي:

تقدمت لخطبة فتاة من والدها قبل سنتين، فلم يقبل ولم يرفض، وقال إنه لن يزوجها إلا بعد مرور عام ونصف، أو حتى يتزوج أخوها، فقلت له إنني سأنتظر؛ نظرًا لرغبتي في الزواج من عائلتهم، لطيب سمعتهم وما عرفته عنهم، وبقيتُ على تواصل متقطع مع والدها ومع أصدقائه الذين عرفوني به للخطبة، إلا أنه كان يؤجل لقاءنا لاستكمال الاتفاق، لظروف عمله الخاصة، وفي آخر مرة تواصلت معه قال إنه منشغل جدًّا، وإنه سيجمعني والوسطاء في أقرب فرصة للاتفاق، وبعد فترة تواصل معي الوسطاء للسؤال عما آل إليه الأمر، فأبلغتهم أنني أنتظر تحديد موعد من قِبل والدها للاتفاقِ، فتواصلوا معه، وبعدها تواصلوا معي لإبلاغي بأن والدها قال إنه لا نصيب لي مع ابنته، وقد تقدم شاب آخر لخطبتها ووافقتْ عليه فعلًا، فما حكم الشرع في تصرف والد الفتاة معي؟ علمًا أنّ أختي صديقةٌ للفتاة التي تقدمتُ لخطبتها، وهي من أخذتْ موافقتها وقبولها بي، منذُ الأيام الأولى لتقدمي لها قبل سنتين.

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.

أما بعد:

فإن كان الحال كما ذكر في السؤال، من أن والد الفتاة لم يقبل بالخطبة ولم يَعدك بالقبول، بل أرجأَ البتَّ في الأمر للاجتماع معك والوسطاء للاتفاق، فلا تُعدُّ خطبة الشاب الذي تقدم للفتاة ووافقتْ عليه خطبةً على خطبتك، ولا عبرةَ بموافقة الفتاة وقبولِها بك أولَ الأمر؛ لأن أمر التزويج موكول لولي الفتاةِ، وهو والدها، قال الصاوي رحمه الله: “فَعُلِمَ أَنَّهُ لَا يُعْتَبَرُ رُكُونُ الْمُجْبَرَةِ مَعَ رَدِّ مُجْبِرِهَا” [بلغة السالك: 2/342]، وعسى أن يكون عدم قَبولهم خيرًا لك، فالله تعالى يقول: ﴿وَعَسَى أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهْوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهْوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾ [البقرة: 216]، والله أعلم.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

 

 

لجنة الفتوى بدار الإفتاء:

عبد العالي بن امحمد الجمل

عبد الدائم بن سليم الشوماني

 

الصادق بن عبد الرحمن الغرياني

مفتي عام ليبيا

09//ربيع الآخر//1442هـ

24//11//2020م

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق