بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
رقم الفتوى (2049)
ورد إلى دار الإفتاء السؤال التالي:
أخذت قرضًا ربويًّا أيام القذافي، والآن تبت إلى الله تعالى، والقرض لم يسدّد كاملا إلى الآن، وباقي مبلغ (5300) دينار، فهل يجوز لي الأخذ من مال الزكاة لدفع القسط الباقي؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد:
فإذا كان الواقع كما ذكرت في السؤال من أنك تبت من المعصية، فمن تاب تاب الله عليه، ويجب عليك أن تعجل بالسداد والتخلص من الربا مع المصرف، وذلك بتسديد رأس المال فقط، إلا أن يلزمك المصرف بسداد الفائدة الربوية المحرمة، فتخلص من القرض بتسديده كله، ولا تنتظر تسديده على أقساط؛ لأن المعصية يجب تركها دون تأخير، ولا يكون ذلك إلا بقفل ملف القرض الربوي نهائياً، وإن كنت لا تستطيع سداد المبلغ المتبقي، وليس عندك ما يمكنك بيعه غير بيت سكناك الضروري لسداد القرض، فلك أن تأخذ من مال الزكاة لسداده؛ لتخرج من دائرة الربا الملعونة، قال صلى الله عليه وسلم: (لعن الله آكل الربا، وموكله، وشاهديه، وكاتبه، هم فيه سواء) [مسندأحمد:660]، قال القرطبي: “قوله تعالى: (والغارمين) هم الذين ركبهم الدَّيْن، ولا وفاء عندهم به، ولا خلاف فيه، اللهم إلا من أدان في سفاهة، فإنه لا يعطى منها، ولا من غيرها، إلا أن يتوب” [تفسيرالقرطبي:184،183/8]،والله أعلم.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
لجنة الفتوى بدار الإفتاء:
أحمد ميلاد قدور
أحمد محمد الغرياني
الصادق بن عبد الرحمن الغرياني
مفتي عام ليبيا
29/ذو القعدة/1435هـ
2014/9/24م