ضابط التعامل مع المضيفات في الطائرة
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
رقم الفتوى (5803)
ورد إلى دار الإفتاء الليبية السؤال التالي:
أنا قائد طائرة، درستُ هذا التخصص، وبذلت فيه جهدي ومالي الخاص حتى تخرَّجتُ وتحصَّلت على الشهادة، ووظيفتي الآن هي قيادة الطائرة، وللأسف لا تقلع رحلة إلا ويوجد من ضمن الطاقم (مضيفات طيران)، يَقُمْنَ بتقديم الخدمات من أكل وشرب لقائد الطائرة وللركاب، فهل يجوز لي العمل في هذه المهنة مع وجود المضيفات؟ علمًا أنه لا يوجد اختلاط مستمر معهنّ، وإنما حالي كحال بقيّة الركاب، لا تتجاوز معاملتي معهنّ مناولةَ المأكولات الخفيفة ونحوها.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد:
فالممنوع في هذا الباب هو خلوة الرجل بالمرأة في غرفة ليس معهما أحد؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم (لا يخلونَّ رجلٌ بامرأة..) ومن الممنوع أيضا الاختلاط المتكرر الدائم بالجلوس في مكان واحد جماعات من غير خلوة؛ لما يؤدي إليه من الافتتان وعدم القدرة على غض البصر المأمور به.
أما إذا لم يكن الاختلاط بالجلوس في مكان واحد، فهذا يتأتى منه غض البصر لمن أراد، ولذلك لم يَمنع النبي صلى الله عليه وسلم النساء من حضور الجماعة.
فعلى هذا السائل أن يعمل ما بوسعه من عدم الاحتكاك بالمضيفات، وذلك كأن يقوم بإحضار طعامه وشرابه بنفسه عند حاجته إليه، وتنقلُه داخل الطائرة مع غض البصر، لا يدخل في المحظور، فقد كان الرجال يلتقون بالنساء مرار في اليوم الواحد في صلاة الجماعة وكذلك في موسم الحج.
ويجب على شركات الطيران إذا احتاجت إلى خدمات نسائية أن تلزمهن بلباس الحجاب الشرعي، وأن تقيم لهن دورات تعليمية، لمعرفة ما يجب على المرأة من الأحكام المتعلقة بالخلطة، مثل الدورات التي تقيمها شركات الطيران لتأهيلهنّ للخدمة، أو رفع مستوى كفايتهن في أداء العمل؛ بل تعليمهن أمر الدّين أولى؛ لأنه من النصح المأمور به، لكل من ولاه الله رعية، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ما مِن عبدٍ يسترعِيهِ اللَّه رعيَّةً، يَمُوتُ يومَ يَموتُ وهُوَ غَاش لِرَعِيَّتِهِ، إلاَّ حَرَّمَ اللَّه علَيهِ الجَنَّةَ) [مسلم: 142].
وقال النبي صلى الله عليه وسلم (كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ) [البخاري: 893]. والله أعلم.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
لجنة الفتوى بدار الإفتاء:
أحمد بن ميلاد قدور
حسن بن سالم الشريف
الصادق بن عبد الرحمن الغرياني
مفتي عام ليبيا
03//ربيع الآخر//1446هـ
06//10//2024م