طلب فتوى
الزكاةالعباداتالفتاوى

ضابط صرف الزكاة للمريض

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

رقم الفتوى (5853)

 

ورد إلى دار الإفتاء الليبية السؤال التالي:

أنا (خ ز م) عندي أخي سجين ويعاني من مرض بالكلى ويحتاج لأخذ إبر علاجية مكلّفة، عجزت عن توفير ثمنها، واضطررت إلى شرائها بالدين حتى يتمكن أخي من أخذها في موعدها، فهل يجوز لي أخذ الزكاة لغرض علاج أخي وشراء الأدوية الضرورية له، وسداد الديون المترتبة عليّ من ثمن العلاج؟

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.

أما بعد:

فإن للزكاة مصارف معلومة، بينها الله تعالى في قوله: ﴿إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾ [التوبة:60].

فالمريض إذا كان لا قدرة له على شراء الدواء، فيعد فقيرا، يدخل في صنف الفقراء، وكذلك إذا استدان لشراء الدواء وعجز عن سداد الديون، يدخل في صنف الغارمين، قال الحطاب رحمه الله: “(وَعَدَمُ كِفَايَةٍ بِقَلِيلٍ أَوْ إنْفَاقٍ أَوْ صَنْعَةٍ) يَعْنِي أَنَّهُ يُشْتَرَطُ فِي كُلِّ وَاحِدٍ مِنْ الْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ أَنْ يَكُونَ عَادِمًا لِلْكِفَايَةِ: إمَّا بِأَنْ لَا يَكُونَ لَهُ شَيْءٌ أَصْلًا وَلَا لَهُ مَنْ يُنْفِقُ عَلَيْهِ وَلَا لَهُ صَنْعَةٌ، أَوْ يَكُونَ لَهُ شَيْءٌ قَلِيلٌ لَا يَكْفِيهِ أَوْ لَهُ مَنْ يُنْفِقُ عَلَيْهِ نَفَقَةً لَا تَكْفِيهِ أَوْ لَهُ صَنْعَةٌ لَا كِفَايَةَ لَهُ فِيمَا يَحْصُلُ مِنْهَا” [مواهب الجليل:3/221].

ولا شك أنّ الفقر إذا كان معه المرض، فإن صاحبه يكون أكثر احتياجًا، وأولى بالتقديم ممن هو أحسن منه حالًا، قال خليل رحمه الله: “(وَنُدِبَ إِيثَارُ المُضْطَرِّ) – قال الدردير – أَي المُحْتَاجِ عَلَى غَيْرِهِ بِأَنْ يُزَادَ فِي إِعْطَائِهِ مِنْهَا” [الشرح الكبير:1/498].

عليه؛ فإن كان الحال ما ذكر، من عجز السائلة عن توفير العلاج الضروري لأخيها المريض المحتاج، فلا مانع من إعطائها من الزكاة بقدر الحاجة من توفير العلاج وسداد الديون، والله أعلم.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

 

 

لجنة الفتوى بدار الإفتاء:

أحمد بن ميلاد قدور

حسن بن سالم الشريف

 

الصادق بن عبد الرحمن الغرياني

مفتي عام ليبيا

24// جمادى الأولى// 1446هـ

26//11//2024م  

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق