بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
رقم الفتوى (3503)
ورد إلى دار الإفتاء السؤال التالي:
بعد زواجي بفترة قصيرة طلقت زوجتي طلقة واحدة، ورددتها في عدتها، ثم طلقتها طلقة ثانية في المحكمة، ورددتها في عدتها أيضا، وبعد فترة طلقتها الطلاق الثالث منذ سنة تقريبا.
وقصتي أني ومنذ بداية زواجي كنت أكره زوجتي جدا، ولا أدري ما السبب، مع أنها لم تقصر معي إطلاقا، ولم ترتكب خطأ في حقي، كما أنه طوال مدة زواجي لم يحصل حمل، وعند ذهابي للعلاج أثبت لي الطبيب أن نسبة الحيوانات المنوية عندي 5%، وهي نسبة ضئيلة جدا، ولما أيست من العلاج الطبي اتجه بي أحد الأصدقاء إلى بعض المشايخ الرقاة بالقرآن، وكان ذلك قبل الطلقة الثالثة بقليل، وأكد لي هذا الشيخ أن حالتي ليست طبيعية، وأنني أعاني من السحر، وبعد فترة من طلاقي الثالث أحسستُ بتحسن عجيب، وكأنني لست ذلك الشخص، وندمت على ما بدر مني تجاه زوجتي، من طلاق وضرب، وعدت إلى الطبيب لأكشف مجددا، فتفاجأت من أن نسبة الحيوانات المنوية ارتفعت من 5% إلى 65%، مع أني لم أتداوى إلا بالقرآن.
أحسست أن كل ما بدر مني كان من دون وعي، وكأنني كنت مجبرا عليه، فاتجهت بعدها للقضاء لاسترجاع زوجتي، فطلبوا مني أن أقدم طعنا في حكم الطلاق الصادر مني، وأن أرفق ذلك بفتوى من دار الإفتاء تبيح لي استرجاع زوجتي، فهل يجوز لي ذلك؟
الجواب:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
فإن السائل إن كان وقت وقوع الطلاق مسلوب الإرادة بحيث لا يدري ما يقول، أو وجد نفسه مجبرا على التلفظ بلفظ الطلاق بسببِ السحر، فإنه لا يقع منه الطلاق، ويكون حينئذ في حكم المكره وقد قال صلى الله عليه وسلم: (إن الله وضع عن أمتى الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه) [ابن ماجه:303/6]، وفي المدونة: “قلت: أرأيت طلاق المكره ومخالعته قال: مالك: لا يجوز طلاق المكره، فمخالعته مثل ذلك عندي” [المدونة:79/2]، وهذا في المسحور الذي جعله السحر مسلوب الإرادة، بخلاف المسحور الذي لم تصل حالته إلى هذا الحد، وبخلاف العاقل المختار الذي لم يفقد الإدراك، فهذان محاسبان على أقوالهما وأفعالهما، والله أعلم.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
لجنة الفتوى بدار الإفتاء:
أحمد ميلاد قدور
أحمد محمد الكوحة
الصادق بن عبد الرحمن الغرياني
مفتي عام ليبيا
03/جمادى الآخرة/1439هـ
19/فبراير/2018م