طلب فتوى
الأسرةالطلاقالفتاوى

طلاق معلق وتكرار لفظ الطلاق

النية في تكرار لفظ الطلاق معتبرة

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

رقم الفتوى (4210)

 

ورد إلى دار الإفتاء الليبية السؤال التالي:

أنا (ع)، اتصلتُ مرّة بزوجتي، وفي حديثنا قلتُ لها: (لو يطلع الولد من الحوش بالسيف فأنت طالق)، وكنت أقصد بذلك أنه لو خرج بالغصب ودون رضاي، ثم حدثت مشكلة بيننا وخرج الولد برضاي، ثم ركبنا في السيارة وقلت لها: (أنتِ طالق طالق)، وأريد أن أسمعها طلاقها، فما حكم هذين اللفظين؟ علما بأنه لا طلاق عندي غير هذين اللفظين، وأنهما من حوالي سنة ونصف.

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.

أما بعد:

فإن الطلاق الأول هو من الطلاق المعلّق على شيء، كخروج الولد من البيت ونحوه، يقع إذا وقع المعلَّق عليه، عند جماهير أهل العلم، لما جاء عن نافع رحمه الله أنه قال: “طلّق رجلٌ امرأته البتّة إن خرجت، فقال ابن عمر رضي الله عنه: إن خرجتْ، فقد بتّت منه، وإن لم تخرج، فليس عليه شيء” [البخاري:7/45]، والمعلق عليه في هذا السؤال لم يقع؛ لأنه مشروط بشرط لم يتحقق، وهو خروج الولد بالغصب، فلا يقع الطلاق.

وأما قولك: (أنتِ طالق طالق)، فما دُمت تقصد بلفظك هذا التأكيد، فإنه يقع طلقة واحدة؛ لأن الكلام يكرر للتوكيد، كقوله صلى الله عليه وسلم: (فنكاحها باطل، فنكاحها باطل، فنكاحها باطل) [الترمذي:3/407]، قال المواق رحمه الله: “ومثله أنت طالق طالق طالق. وعبارة المتيطي: من كرر الطلاق، وأتى به نسقًا دون عطف، فقال: أنت طالق، أنت طالق، أنت طالق، فإنه يلزمه الثلاث، إلا أن ينوي بالأولى واحدة، وبالباقيتين الإسماع والتأكيد” [التاج والإكليل:5/355].

عليه؛ فيلزمك الطلاق مرة واحدة، من تكرار لفظ: (أنتِ طالق طالق)، ولا يجوز لك مراجعة زوجتك ما دامت خرجت من العدة إلا بعقد جديد، وصداق وشهود جدد، قال القرطبي رحمه الله: “فإن لم يراجعها المطلق حتى انقضت عدتها، فهي أحقُّ بنفسها، وتصيرُ أجنبية منه، لا تحل له إلا بخطبةٍ ونكاح مستأنف، بولي وإشهاد، ليس على سنة المراجعة، وهذا إجماعٌ من العلماء” [الجامع لأحكام القرآن:5/448]، والله أعلم.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

 

 

لجنة الفتوى بدار الإفتاء:

أحمد ميلاد قدور

حسن سالم الشريف

 

الصادق بن عبد الرحمن الغرياني

مفتي عام ليبيا

29//ذو القعدة//1441 هجرية

20//07//2020م

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق