طلب فتوى
Uncategorizedغير مصنف

ظاهرة الغش في الامتحانات

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

رقم الفتوى (3004)

      ورد إلى دار الإفتاء السؤال التالي:

      ما حكم الغش في الامتحانات؟ وما نصيحتكم للطلاب وولاة أمورهم؟

      الجواب:

      الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.

      أما بعد:

      فإنه مما لاشك فيه أن التعليم بمختلف مستوياته هو الركيزة الأساس في قيام الدول، ومواكبتها ركب الحضارة والنهوض بمستواها، والرفع من مستوى الإنسان في مختلف ميادين الحياة، وقد أولت شريعتنا الإسلامية التعليم اهتماماً بالغاً، وحثت عليه حثاً عظيماً، قال تعالى: (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ)، وقال جل جلاله: (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ)، وقال صلى الله عليه وسلم: (مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَبْتَغِى فِيهِ عِلْمًا سَلَكَ اللَّهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ، وَإِنَّ الْمَلاَئِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا رِضًا لِطَالِبِ الْعِلْمِ، وَإِنَّ الْعَالِمَ لَيَسْتَغْفِرُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ حَتَّى الْحِيتَانُ فِي الْمَاءِ، وَفَضْلُ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِ الْقَمَرِ عَلَى سَائِرِ الْكَوَاكِبِ) [أبوداود:3643]، وقد تظافرت بهذا النصوص والآثار.

        هذا وقد ثبت أنه ما من دولة حققت إنجازات ونجاحاً باهراً إلا وكان السر في هذا إعطاءهم التعليم حقه ومستحقه.

      فالناظر في واقعنا اليوم يرى أنه قد دخل على التعليم ما أفسده وأربك مسيرته، وصَيَّرَهُ عقيما عن تخريج الأجيال المؤسسة تأسيساً علمياً صحيحاً، آفة لم ينج من منها إلا من رحم ربي، ألا وهي ظاهرة الغش قال النبي صلى الله عليه وسلم: (مَنْ غَشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا) [مسلم:45]، إن ظاهرة الغش كارثة حلت بالمسلمين أفسدت واقعهم ومستقبلهم حيث نال كثير من الناس بالغش ألقاباً وشهاداتٍ لا يستحقونها، مما انعكس سلبا على أداء المسيرة العملية؛ لعدم أهلية هؤلاء، وذلك لأن الأمم لا تتقدم إلا بالعلم وبالشباب المتعلم، فإذا كان شبابها لا يحصل على الشهادات العلمية إلا بالغش، فماذا سينتج لنا هؤلاء الطلبة؟ وما هو الدور الذي سيقومون به في بناء البلاد؟

      عليه؛ فإن هذه الظاهرة تحتاج وقفة من كل مسلم غيور، الجهات المسئولة، والمعلمين، والمراقبين في الامتحانات، وأولياء الأمور، كما جاء في الأثر: “ما مِنكم أحَد إلاّ وهو على ثغرٍ من ثغورِ الإسلام، فاللهَ اللهَ أن يؤتَى الإسلام من قِبَله”، والله أعلم.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

 

 

 

 

 

 

                                                              

                                                                الصادق بن عبد الرحمن الغرياني

                                                            مفتي عام ليبيا

07/شوال/1437هـ

12/يوليو/2016م

 

 

 

 

 

 

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً

إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق