بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
رقم الفتوى (4174)
ورد إلى دار الإفتاء الليبية السؤال التالي:
ما كيفية إخراج الزكاة لمن يزاولون أنشطة خاصة، كأصحاب المصحات ومكاتب المحاماة؟ وإذا كانت عليهم ديون -كالتزامات التشغيل التي لم تُسدد- فهل تخصم من المال الذي بحوزتهم قبل إخراج الزكاة؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد:
فمن له نشاط مالي خاص واحد أو متعدد، كمصحة أو مكتب محاماة ونحو ذلك، فهو مطالب بأن يحدد الشهر الذي بلغ المال فيه النصاب، فإن مر حول ولم ينقص المال عن النصاب، فإنه يزكي جميع ما لديه من أموال، فإذا بلغ المال النصاب في شهر رمضان-مثلا-، ولم ينزل عنه حتى حلول رمضان من العام التالي، فإنه يزكي جميع ما بحوزته من مال في ذلك الوقت، ولو دخل بعض هذا المال إلى حسابه قبل وقت الزكاة بمدة قصيرة؛ لأن حول ما يَجِدُّ من مال بالنسبة إليه حول أصله، وسواء كان هذا المال من مشروع واحد أو مشاريع متعددة.
أما الديون التي عليه -كديون التشغيل التي لم يسددها أثناء السنة، مثل مرتبات العاملين والفواتير- فلا تخصم هذه الديون من المال الذي بحوزته، وتجب فيها الزكاة، وتعد هذه الديون بالنسبة إلى الزكاة كالعدم؛ لأن لديه ما يقابلها من الأصول والمعدات، فلا تعد ديونا تُسْقِط الزكاة، قال الدردير رحمه الله: “(وَ) لَا فِي مَالِ (مَدِينٍ) إنْ كَانَ الْمَالُ عَيْنًا كَانَ الدَّيْنُ عَيْنًا أَوْ عَرْضًا حَالًّا أَوْ مُؤَجَّلًا وَلَيْسَ عِنْدَهُ مِنْ الْعُرُوضِ مَا يَجْعَلُهُ فِيهِ”[الشرح الكبير: 1/495]، قال الدسوقي رحمه الله: “أَمَّا لَوْ كَانَ عِنْدَهُ مِنْ الْعُرُوضِ مَا يَجْعَلُهُ فِي مُقَابَلَةِ الدَّيْنِ الَّذِي عَلَيْهِ وَلَوْ كَانَتْ كُتُبًا فَإِنَّهُ يُزَكِّي تِلْكَ الْعَيْنَ” [حاشية الدسوقي: 1/495]، لذا فالأولى لمن كانت عليه ديون والتزامات تشغيل، أن يسددها أولا بأول؛ لأنه عند حلول وقت الزكاة سيزكي جميع الرصيد الموجود لديه، والله أعلم.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
الصادق بن عبد الرحمن الغرياني
مفتي عام ليبيا
21//رمضان//1441هـ
14//05//2020م