طلب فتوى
الفتاوىالقرضالمعاملاتالمواريث والوصايا

كيفية سداد ديون الميت على الغرماء

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

رقم الفتوى (5501)

 

ورد إلى دار الإفتاء الليبية السؤال التالي:

استلمت مبلغًا ماليا قدره (41000 د.ل) لخالي بعد وفاته، وهو عبارة عن قيمة أرض مسترجعة، وعليه دين لإخوته، مع ديون أخرى لأناس آخرين، قدرها أكثر من هذا المبلغ، وزوجة المتوفى تطالب بهذا المبلغ، والغرماء يطالبون بسداد دينهم، فكيف أتصرف في هذا المال؟

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.

أما بعد:

فالواجب قبل تقسيم التركة سدادُ الدَّين مِن تركة الميت؛ لقوله تعالى: ﴿مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ﴾ [النساء: 11]، والتعجيل بسدادِ دينِ الميت واجبٌ؛ لما في تأخيره من ضرر على الميت، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (نَفْسُ الْمُؤْمِنِ مُعَلَّقَةٌ بِدَيْنِهِ حَتَّى يُقْضَى عَنْهُ) [الترمذي: 1078]، قال خليل رحمه الله: “يُخْرَجُ مِنْ تَرِكَةِ الْمَيِّتِ حَقٌّ تَعَلَّقَ بِعَيْنٍ كَالْمَرْهُونِ… ثُمَّ مُؤَنُ تَجْهِيزِهِ بِالْمَعْرُوفِ، ثُمَّ تُقْضَى دُيُونُهُ، ثُمَّ وَصَايَاهُ مِنْ ثُلُثِ التَّرِكَةِ، ثُمَّ الْبَاقِي لِوَارِثِهِ” [المختصر:303].

وهذا المبلغ المذكور هو ضمنَ تركة الميت، فإذا كان للميتِ مالٌ آخر غيره، فيجبُ تخليصُ جميع الديونِ من تركته كلها، قبلَ قسمةِ شيءٍ منها.

وإذا لم يكن له إلا هذا المبلغ، وعليه ديون متعددة، لا يفي بها المبلغ المذكور، وهو 41 ألفا؛ فإنه يقسمُ على الديون بالنسبةِ قلةً وكثرةً، فلو كان مثلا شخصٌ يطلبُ منه عشرة، وآخرُ يطلبُ منه عشرين، وثالثٌ يطلب أربعين، فإنّ هذه الديون تجمع كلها، عشرة وعشرون وأربعون، مجموعها سبعون، والطريقة لمعرفة ما يخصُّ كل دائنٍ من هؤلاء الثلاثة، أن نقسم المبلغ الذي يملكه الميت وهو الواحد وأربعون ألفا على مجموع الديون وهو السبعونَ، وناتج القسمة يضربُ في عشرةٍ، ويعطى الناتج لصاحب العشرة، ويضرب في العشرين، فيعطى ناتج الضرب لصاحب العشرين، ويضرب في الأربعين ويُعطى الناتج لصاحب الأربعين، وهكذا، قال الدسوقي رحمه الله: “تَجْمَعُ الدُّيُونَ وَتَنْسُبُ مَا لِكُلِّ وَاحِدٍ لِذَلِكَ الْمَجْمُوعِ وَبِتَلِّك النِّسْبَةِ يُؤْخَذُ لَهُ مِنْ تَرِكَةِ الْمَيِّتِ” [حاشية الدسوقي: 3/243]، والله أعلم.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

 

 

 

لجنة الفتوى بدار الإفتاء:

عبد العالي بن امحمد الجمل

عبد الرحمن بن حسين قدوع

 

الصادق بن عبد الرحمن الغرياني

مفتي عام ليبيا

04//شعبان//1445هـ

14//02//2024م 

 

 

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق