كيف يكون رد القرض من الذهب؟
هل أرد دَيني من الذهب ذهبا أم قيمة؟
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
رقم الفتوى (4244)
ورد إلى دار الإفتاء الليبية السؤال التالي:
استدنت مقدارًا من الذهب المستعمل، والآن طالبَ صاحبُ الذهب بذهبه، فهل أردهُ ذهبًا أم بالقيمة؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد:
فإنه لا بدَّ في الدَّين من ردِّ عينه أو مثله، بمعنى أنه يلزمك أن ترد ذهبا بنفس الوزن والعيار والوصف، وفي الأجل الذي التزمته؛ لعموم قوله تعالى: ﴿أَوْفُوا بِالْعُقُودِ﴾ [المائدة:1]، ويمكنك أن تسدده بالقيمة إن رضي الدائن، بشرطِ أن لا يكون مشترطًا مسبقًا، وأن يكون بسعر تتفقان عليه يوم السداد – سواء كان سعر السوق أو غيره – حالا دون تأخير؛ لأن المعاملة بدفع القيمة تتحول إلى مصارفة، والصرف لا يحل فيه التأخير، قال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: “كُنتُ أَبِيعُ الْإِبِلَ بِالْبَقِيعِ، فَأَبِيعُ بِالدَّنَانِيرِ وَآخُذُ الدَّرَاهِمَ، وَأَبِيعُ بِالدَّرَاهِمِ وَآخُذُ الدَّنَانِيرَ، آخُذُ هَذِهِ مِنْ هَذِهِ، وَأُعْطِي هَذِهِ مِنْ هَذِهِ، فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهْوَ فِي بَيْتِ حَفْصَةَ؛ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، رُوَيْدَكَ أَسْأَلْكَ: إِنِّي أَبِيعُ الْإِبِلَ بِالْبَقِيعِ، فَأَبِيعُ بِالدَّنَانِيرِ وَآخُذُ الدَّرَاهِمَ، وَأَبِيعُ بِالدَّرَاهِمِ وَآخُذُ الدَّنَانِيرَ؛ آخُذُ هَذِهِ مِنْ هَذِهِ، وَأُعْطِي هَذِهِ مِنْ هَذِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (لاَ بَأْسَ أَن تَأْخُذَهَا بِسِعْرِ يَوْمِهَا مَا لَمْ تَفْتَرِقَا وَبَيْنَكُمَا شَيْءٌ) [أبو داود: 3354]، والله أعلم.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
لجنة الفتوى بدار الإفتاء:
أحمد ميلاد قدور
حسن سالم الشريف
الصادق بن عبد الرحمن الغرياني
مفتي عام ليبيا
17//صفر//1442هـ
05//10//2020م