بسم الله الرحمن الرحيم
رقم الفتوى (4180)
السيّد/ع..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
تحية طيبة، أما بعد:
فبالإشارة إلى سؤالك عن حكم التسمية باسم (مجد العرب) فالجواب كالتالي:
الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أمّا بعد:
فإن من حقِّ المولودِ على والدِه أن يحسنَ اسمَه، ومن الإحسانِ في الاسمِ سهولةُ لفظِه، وجميلُ معناه، والتفاؤل به، وربطُه بتاريخ الأمة وأمجادِها.
واسم (مجد العرب) لا يخلو من كراهة؛ لأن فيه تزكية، وقد غَيّر رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض الأسماء؛ لأن فيها تزكية للنفس، كاسم (بَرّة)، وقال: (لاَ تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ، اللهُ أَعْلَمُ بِأَهْلِ الْبِرِّ مِنْكُمْ) [مسلم:2142]، وقال أبو عبد الله القرطبي رحمه الله: “فَقَدْ دَلَّ الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ عَلَى الْمَنْعِ مِنْ تَزْكِيَةِ الإنْسَانِ نَفْسَهُ، وَيَجْرِي هَذَا الْمَجْرَى مَا قَدْ كَثُرَ فِي هَذِهِ الدِّيَارِ الْمَصْرِيَّةِ، مِنْ نَعْتِهِمْ أَنْفُسَهُمْ بِالنُّعُوتِ الَّتِي تَقْتَضِي التَّزْكِيَةَ، كَزَكِيِّ الدِّينِ وَمُحْيِ الدِّينِ، وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ” [الجامع لأحكام القرآن:5/246].
عليه؛ فينبغي ترك التسمي باسم (مجد العرب)، واختيار أيّ اسم آخرَ حسن، لا لَبسَ فيه، والله أعلم.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
الصادق بن عبد الرحمن الغرياني
مفتي عام ليبيا
11//شوال//1441 هجرية
03//06//2020م