ما حكم المرأة الناشز؟ وهل لها نصيب من تركة زوجها؟
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
رقم الفتوى (5315)
ورد إلى دار الإفتاء الليبية السؤال التالي:
ما حكم المرأة الناشز؟ وهل لها نصيب من تركة زوجها؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد:
فالنّشوز هو خروج الزّوجة عن طاعة زوجها، وترفّعها عليه، كمنعه من الفراش، أو خروجها بلا إذن لمكان لا يجب خروجها إليه، والنشوز معصية، وهو كما يحصل من المرأة يحصل من الرّجل، قال القرطبي رحمه الله: “وَقَالَ ابنُ فَارِس: وَنَشَزَتِ الْمَرْأَةُ اسْتَصْعَبَتْ عَلَى بَعْلِهَا، وَنَشَزَ بَعْلُهَا عَلَيْهَا إِذَا ضَرَبَهَا وَجَفَاهَا” [الجامع لأحكام القرآن: 5/171].
وعليه؛ إذا لم يكن نشوز المرأة بسبب ظلم زوجها لها فهو محرَّم؛ لما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه قال: (إِذَا باتَتِ المرْأَةُ هَاجِرَةً فِرَاشَ زَوْجِهَا لَعَنَتهَا المَلائِكَةُ حَتى تُصْبِحَ) [البخاري: 3528، مسلم: 1436].
أما الناشز التي مات زوجها فلا يمنعها نشوزها من ميراثه، فالميراث حقٌّ لا يسقطه النشوز، وعليها أن تكفر عن نشوزها وعصيانها لزوجها بالدّعاء والاستغفار له، والصدقة عليه إن أمكن، والله أعلم.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
لجنة الفتوى بدار الإفتاء:
عبد العالي بن امحمد الجمل
حسن بن سالم الشريف
الصادق بن عبد الرحمن الغرياني
مفتي عام ليبيا
04// ربيع الأول//1445هـ
19//09//2023م