بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
رقم الفتوى (2822)
السيد المحترم/ رئيس مجلس الإدارة بشركة (س) للأنظمة المعلوماتية..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تحية طيبة، وبعد:
فبالنظر إلى مراسلتكم المتضمنة التوضيح بخصوص تكلفة الرسائل النصية (SMS)، المستخدمة في المسابقات.
فالجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد:
فإنَّ المشاركة في المسابقات النافعة عن طريق الرسائل النصية أو الهاتف جائزة، بشرط ألَّا يَدفع المشترك مالًا زائدًا على التكلفة المعتادة للرسالة أو الاتصال، على أمل أن يدخل في السحب فيربح، وإلَّا كانت ميسرًا وقمارًا؛ والقمار مما أمر الله تعالى باجتنابه وتركه، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُّوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ﴾ [المائدة:90-91].
وما جَاء في السؤال من أنَّ تكاليف رسالة المسابقات أكثر من تكاليف الرسالة العادية، لا يبيح دفع المشترك لهذه القيمة الزائدة؛ لأنَّه إنما يرضى بدفع هذه التكلفة المرتفعة؛ رغبة منه في المشاركة في المسابقة، وطمعًا في الحصول على الجائزة المعلن عنها، وهذه هي حقيقة القمار والميسر؛ لأنَّه إنَّما يدفع هذه التكلفة الزائدة عن القيمة المعتادة (وهي غرم)؛ طمعًا في الحصول على الجائزة، (وهي الغُنْم) الموعود به.
وإعلام المشترك بقيمة الرسالة لا يخرجه عن كونه قمارًا وميسرًا؛ إذ لا يشترط في الميسر جهالة ما يدفعه المقامر، بل هو قِمارٌ وميسر؛ لكونه لا يَدري هل يحصل على جائزة مقابل هذه القيمة، أم لا.
أمَّا محاولة تبرير هذا النوع من المسابقات، بكونه الدعم الوحيد للقنوات الفضائية حاليا، فلا يصحّ، وعلى هذه القنوات البحث عن مصادر تمويل حلال، كما قال الله تعالى: ﴿وَمَنْ يَّتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ﴾ [الطلاق:2-3]، والله أعلم.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
لجنة الفتوى بدار الإفتاء:
أحمد ميلاد قدور
نادر السنوسي العمراني
الصادق بن عبد الرحمن الغرياني
مفتي عام ليبيا
13/جمادى الأولى/1437هـ
22/فبراير/2016م