طلب فتوى
البيعالفتاوىالمعاملات

ما حكم بيع ألعاب الأطفال

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

رقم الفتوى (2821)

 

ورد إلى دار الإفتاء السؤال التالي:

ما حكم العمل في محلات بيع الألعاب؟ مع العلم أن كثيرا من هذه الألعاب تشتمل على الموسيقى، وبعض الدمى فيها شَبَه بالآدميين، في النطق والهيئة، بالإضافة إلى اشتمالها على الموسيقى أيضًا.

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.

أما بعد:

فالأصل في البيع والشراء الحل، قال سبحانه وتعالى: ﴿وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ﴾ [البقرة:275]، أما ما اشتمل على محرم – كالموسيقى والمعازف – فيحرم؛ لأن الله تعالى إذا حرم شيئا حرم ثمنه، ولما فيه من التعاون على الإثم، قال عز وجل: ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾ [المائدة:2]، والدّمَى على نوعين:

النوع الأول: ما كان من لعب الأطفال مبتذلا ملقى، كالعرائس والدمى الصغيرة لتعليم الأطفال فهذه جائزة، فقد قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم مِنْ غَزْوَةِ تَبُوكَ أَوْ خَيْبَرَ، وَفِى سَهْوَتِهَا سِتْرٌ، فَهَبَّتْ رِيحٌ، فَكَشَفَتْ نَاحِيَةَ السِّتْرِ عَنْ بَنَاتٍ لِعَائِشَةَ لعَبٍ، فَقَالَ: (مَا هَذَا يَا عَائِشَةُ، قَالَتْ: بَنَاتِي، وَرَأَى بَيْنَهُنَّ فَرَسًا لَهُ جَنَاحَانِ مِنْ رِقَاعٍ، فَقَالَ: مَا هَذَا الَّذِى أَرَى وَسْطَهُنَّ، قَالَتْ: فَرَسٌ، قَالَ: وَمَا هَذَا الَّذِى عَلَيْهِ، قَالَتْ: جَنَاحَانِ، قَالَ: فَرَسٌ لَهُ جَنَاحَانِ؟! قَالَتْ: أَمَا سَمِعْتَ أَنَّ لِسُلَيْمَانَ خَيْلًا لَهَا أَجْنِحَةٌ؟! قَالَتْ: فَضَحِكَ حَتَّى رَأَيْتُ نَوَاجِذَهُ) [أبوداود:4934].

قال القاضي عياض رحمه الله: “وَقَدْ أَجَازَ الْعُلَمَاءُ بَيْعَهُنَّ وَشِرَاءَهُنَّ … وَمَذْهَبُ جُمْهُورِ الْعُلَمَاءِ جَوَازُ اللَّعِبِ بِهِنَّ” [مواهب الجليل شرح مختصر خليل:69/6].

النوع الثاني: لعب تشبه المخلوقات إلى حد كبير حتى كأنها حيوانات أو إنسان حقيقي من حيث اللون والهيئة والملامح، بها العينان والشفتان والأذنان والشعر، تتكلم وتحرك أطرافها، وربما دمعَتْ عيناها ونحو ذلك، فهذا النوع يخشى أن يكون داخلا تحت عموم الأدلة الدالة على منع صناعة التماثيل، والاتجار بها، والله أعلم.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

 

 

لجنة الفتوى بدار الإفتاء:

أحمد ميلاد قدور

أحمد محمد الكوحة

 

الصادق بن عبد الرحمن الغرياني

مفتي عام ليبيا

13/جمادى الأولى/1437هـ

22/فبراير/2016م

 

 

 

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق