طلب فتوى
العقيدةالفتاوىقضايا معاصرة

ما حكم تعلم (الجرافولوجي) (علم تحليل الشخصية)

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

رقم الفتوى (3125)

 

ورد إلى دار الإفتاء السؤال التالي:

ما حكم تعلم (الجرافولوجي) (علم تحليل الشخصية)، مِن خلال كتابةِ خطّ اليد والإمضاءِ والشخبطةِ والرسوماتِ؟ علمًا بأنه لا علاقةَ له بالسحرِ والكهانة والشعوذة، ولا بالتنبؤ بالطالعِ أو المستقبلِ، ويستند إلى قواعد وقوانين متفقٍ عليها، وهو معترفٌ به رسميًّا في العالم، وتستعملُه كثيرٌ من الشركات الغربيةِ لأجل التوظيفِ، وكثير من المحاكم الغربية للكشفِ عن هوياتِ المجرمين، وكيفية التعاملِ معهم.

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.

أما بعد:

فإنّ تحليلَ شخصيةٍ ما عن طريق الخط والتوقيع، إن كان يتضمن الإخبار بماضي الشخص أو مستقبله أو مكنونه، كما يدعيه بعض المدربين والمتدربين في العالم الإسلامي وغيره، فلا شك حينئذ في حرمته وخطورته، ودخولِه في الدجل والكهانةِ والشعوذة.

واعتمادُ هذا الفن على درجةِ ميل الخط وحجمه، وطريقة كتابة الأحرف، والمسافات بين الأحرف والهوامش، ونحو ذلك للحكم على سلوكِ الشخص، وميوله، وأمراضِه النفسية والعضوية، بل ومعرفة لونه المفضل، وقوة شهوته، ودرجة ميله إلى النساء، وما كان كذلك فكل ما يستفاد منه – وإن سموه علما – فهو أقربُ إلى التخرصاتِ والأوهام والتكهنات.

ومِن القواعد المقررة عندهم مثلا أن الذي يكتب حرف الثاء بثلاثِ نقط يدل على أنه شخص شديدُ التركيز، ذاكرته جيدة، فيه نوع من الهدوء..إلخ، وأما الذي يكتبها على هيئة (^) فهو عجول، مشتت، ذاكرته ضعيفة، ولكنه متحدثٌ ماهر، فصيحٌ بليغ، مناظرٌ جيد..إلخ. بل ادعى أحد أشهر المدربين في العالم العربي لهذا الفن أنه يعرف المرأة من خطها؛ هل هي متزوجة أم لا، وهل هي حاملٌ أم لا، بل وعمر الجنينِ وجنسه، بل ادعى أن كل من تدرب على يديه يمكنه معرفة الحامل مِن خطها، في أولِ دورةٍ ومستوى تدريبي.

ومما سبق يتبين أنه من الرجم بالغيب، ولا يختلف عما يقوله الكهان؛ وقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن أناس يأتون الكهان، فقال: (لا تأتهم) [مسلم:537]، ونهى عن إتيان العرّافين، وعن تصديقهم، فقال: (من أتى عرافا فسأله عن شيء، لم تقبل له صلاة أربعين ليلة) [مسلم:2230]، وقال: (من أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد برىء مما أنزلَ الله على محمد صلى الله عليه وسلم) [أبوداود:3904،ابن ماجه:639]، والله أعلم.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

 

 

لجنة الفتوى بدار الإفتاء:

أحمد محمد الكوحة

أحمد ميلاد قدور

 

الصادق بن عبد الرحمن الغرياني

مفتي عام ليبيا

14/صفر/1438هـ

14/نوفمبر/2016م

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق