بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
رقم الفتوى (4202أ)
ورد إلى دار الإفتاء الليبية السؤال التالي:
ما حكم سجود السهو، وهل يكون قبل السلام أو بعده؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد:
فإنّ سجود السهو سنّة سواء كان قبل السلام أو بعده، قال المازريّ رحمه الله: “لمّا كَانَ سُجودُ السّهوِ إِنّمَا يُفعَلُ عِوضًا عَنْ تَركِ سُنّةٍ لَا عَنْ تَركِ وَاجِبٍ، وَجَبَ أَنْ يَكونَ السّجودُ في نَفسِهِ سنّةً لَا وَاجبًا” [شرح التلقين:1/605].
وسجود السهو إذا كان بسبب زيادة في الصلاة فإنه يكون بعد السلام، وإن كان بسبب نقص سنة مؤكدّة أو سنتين خفيفتين، أو بسبب نقصٍ وزيادة معًا؛ فإنّه يكون قبل السلام، قال الدردير رحمه الله: “(يُسَنُّ لِسَاهٍ عَنْ سُنَّةٍ مُؤَكَّدَةٍ) فَأَكْثَرَ (أَوْ) عَنْ (سُنَّتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ) فَأَكْثَرَ، (أَوْ مَعَ زِيَادَةٍ) (سَجْدَتَانِ)…(قَبْلَ السَّلَامِ) (وَ) يَسْجُدُ (لِمَحْضِ الزِّيَادَةِ)…(بَعْدَهُ)” [الشرح الصغير: 1/377-379].
وينبغي التنبه إلى أنّ الصلاة تبطل بترك سجود السهو إذا كان مترتّبا عن ترك ثلاث سنن؛ مراعاةً للقول بوجوبه، قال عليش رحمه الله: (وَ) بَطَلَتْ (بِتَرْكِ) سُجُودٍ (قَبْلِيٍّ) أَيْ مَطْلُوبٍ قَبْلَ السَّلَامِ (عَنْ) تَرْكِ (ثَلَاثِ سُنَنٍ) كَثَلَاثِ تَكْبِيرَاتٍ وَكَتَرْكِ السُّورَةِ (وَطَالَ) الزَّمَنُ أَوْ حَصَلَ مُنَافٍ كَحَدَثٍ وَكَلَامٍ … إنْ كَانَ تَرَكَهُ سَهْوًا، وَإِنْ تَرَكَهُ عَمْدًا بَطَلَتْ وَإِنْ لَمْ يَطُلْ” [منح الجليل: 1/312]، والله أعلم.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
لجنة الفتوى بدار الإفتاء:
أحمد ميلاد قدور
عبد الدائم سليم الشوماني
الصادق بن عبد الرحمن الغرياني
مفتي عام ليبيا
23//ذو القعدة//1441 هجرية
13//07/2020م