ما هي اليمين الغموس؟ وما هي العقوبات المترتبة عليها؟
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
رقم الفتوى (5069)
ورد إلى دار الإفتاء الليبية السؤال التالي:
ما هي اليمين الغموس؟ وما هي العقوبات المترتبة عليها؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد:
فاليمين الغموس هي أنْ يحلفَ الحالف على الجزم والقطعِ متعمدًا الكذبَ، أو شاكًّا فيما حلف عليه أو ظانًّا ظنًّا غير قوي، قال مالك رحمه الله: “وَالغَمُوسُ: الحَلٍفُ عَلَى تَعَمُّدِ الْكَذِبِ، أَوْ عَلَى غَيْرِ يَقِينٍ” [التهذيب في اختصار المدونة:96/2]، وهي من كبائر الذنوب، وموجبة لغضب الله جل جلاله، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (الكَبَائِرُ: الإِشْرَاكُ بِاللَّهِ، وَعُقُوقُ الوَالِدَيْنِ، وَقَتْلُ النَّفْسِ، وَاليَمِينُ الغَمُوسُ) [البخاري:6675]، وسميت غموسًا؛ لأنها تغمس صاحبها في النار، ولا تلزمه الكفارة إذا تعلقت بالماضي؛ لأنها غير منعقدة، والواجب فيها التوبة، ويستحب الكفارة وتلزمه الكفارة إذا تعلقت بالحال والمستقبل، كأن يقول والله لا أفعل هذا الأمر ثم يفعله، قال الصاوي رحمه الله: “… (الْغَمُوسُ) سُمِّيَتْ غَمُوسًا: لِأَنَّهَا تَغْمِسُ صَاحِبَهَا فِي النَّارِ أَيْ سَبَبُ غَمْسِهِ فِيهَا وَلِذَا لَا تُفِيدُ فِيهَا الْكَفَّارَةُ، بَلْ الْوَاجِبُ فِيهَا التَّوْبَةُ… وَمَحَلُّ عَدَمِ الْكَفَّارَةِ فِيهَا: (إنْ تَعَلَّقَتْ بِمَاضٍ)… فَإِنْ تَعَلَّقَتْ بِمُسْتَقْبَلٍ وَلَمْ يَحْصُلْ الْمَحْلُوفُ عَلَيْهِ كُفِّرَتْ” [حاشية الصاوي:204/2]، والله أعلم.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
لجنة الفتوى بدار الإفتاء:
عبد الدائم بن سليم الشوماني
حسن بن سالم الشريف
الصادق بن عبد الرحمن الغرياني
مفتي عام ليبيا
10//جمادى الآخرة//1444هـ
03//01//2023م