بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
رقم الفتوى (4365)
ورد إلى دار الإفتاء الليبية السؤال التالي:
قام صديق لي بتعليمي على منظومة حجز تذاكر الطيران، على أن أشتغل معه في شركته، واشترط عليّ شفويا ألا أعمل مع غيره بالمدينة، فهل هذا الشرط يلزمني حتى بعد ترك العمل معه؟
الجواب:
الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد:
فإن العقد وإن كان شفويا ملزم للطرفين، وإذا تم الاتفاق عليه، فمعنى ذلك أن كِلا المتعاقدَين رضي بالشروط المبرمة بينه وبين الآخر، فيجب عليه الالتزام ببنود العقد وشروطه، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ﴾ [المائدة:1]، وقال النبيّ صلى الله عليه وسلم: (المُسْلِمُونَ عَلَى شُرُوطِهِمْ) [أبوداود:3594]، واشتراط رب العمل على الأجير عدم الاشتغال مع غيره ملزم للأجير؛ قال الخرشي: “منْ اُسْتُؤْجِرَ عَلَى رِعَايَةِ غَنَمٍ كَثِيرَةٍ لَايَقْوَى عَلَى أَكْثَرَ مِنْهَا فَلَيْسَ لَهُ أَنْ يَرْعَى مَعَهَا غَيْرَهَا إلَّا أَنْ يَكُونَ مَعَهُ رَاعٍ يَقْوَى بِهِ فَإِنْ كَانَتْ يَسِيرَةً فَلَهُ أَنْ يَرْعَى مَعَهَا غَيْرَهَا إلَّا أَنْ يَشْتَرِطَ عَلَيْهِ رَبُّهَا أَنْ لَا يَرْعَى مَعَهَا غَيْرَهَا فَيَجُوزُ وَيَلْزَمُهُ” ]شرح الخرشي: 7/24[.
عليه؛ فإن كان الحال كما ذكر، فإن شرط عدم العمل مع غير هذه الشركة ملزم لكَ، ما دمت تعمل بهذه الشركة، ولا حرج عليك أن تعمل لوحدك أو مع غيرها -داخل المدينة أو خارجها- إن تركت العمل في شركة صديقك، والله أعلم.
وصلَّى الله على سيّدنا محمَّد وعلى آله وصحبه وسلَّم
لجنة الفتوى بدار الإفتاء:
عبد الدائم بن سليم الشوماني
حسن سالم الشريف
الصادق بن عبد الرحمن الغرياني
مفتي عام ليبيا
11//جمادى الآخرة//1442هـ
25//01//2021م