محاباة في اختيار غير الأكفاء في مفاضلة بين طلبة متقدمين للدراسة
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
رقم الفتوى (5635)
ورد إلى دار الإفتاء الليبية السؤال التالي:
قامتْ إحدَى مؤسساتِ التعليمِ العالي بإجراءِ امتحانِ مفاضلةٍ، للطلبةِ المتقدمينَ للدراسةِ فيها، وتم اختيار أفضل 160 طالبًا، وقبل بداية الدراسة قامتْ إدارةُ المؤسسةِ بإضافةِ أكثر مِن 200 طالبٍ آخر، دونَ إجراءِ امتحانٍ للمفاضلة، ودونَ معيارٍ واضحٍ في اختيارهم، فما هو حكمُ الشرع في هذا الصنيع؟ وفي حالة إمكان زيادةِ عددِ الطلبة المقبولين على 160 طالبًا، فهل ينبغي الاختيارُ من الطلبة الذين تقدمُوا إلى امتحانِ المفاضلة الأول، أم ينبغي إجراءُ امتحان مفاضلةٍ جديد؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد:
فإن محاباةَ غير الأكفاء من الطلبةِ المتقدمينَ بطلب الدراسة في هذه المؤسسة، واختيارَهم على غير أساس المعيار العلمي الذي تم به اختيار الناجحين، هو من الغش وخيانة الأمانة التي اؤتمنوا عليها، فإن الله تعالى يقول: (إِنَّ ٱللَّهَ يَأۡمُرُكُمۡ أَن تُؤَدُّواْ ٱلۡأَمَٰنَٰتِ إِلَىٰٓ أَهۡلِهَا وَإِذَا حَكَمۡتُم بَيۡنَ ٱلنَّاسِ أَن تَحۡكُمُواْ بِٱلۡعَدۡلِۚ) [النساء: 58].
وإذا ما أرادت المؤسسة الزيادة في أعداد الطلاب، فعليها أن تعقد امتحانات أخرى، وتتيح الفرصة لجميع الراغبين، سواء من الطلاب المتقدمين في المرة السابقة، أو من الطلاب الجدد، والله أعلم.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
لجنة الفتوى بدار الإفتاء:
أحمد بن ميلاد قدور
حسن بن سالم الشريف
الصادق بن عبد الرحمن الغرياني
مفتي عام ليبيا
18//ذو القعدة//1445هـ
26//05//2024م