مماطلة المحاكم في رد المظالم

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

رقم الفتوى (2817)

ورد إلى دار الإفتاء السؤال التالي:

توجهتُ للمحكمة في قضية نَصب واحتيال، والمحكمة تماطل في القضية، وقد يترتب على هذه المماطلة ضياع حقي، وقد كثرت هذه الظاهرة في رد الحقوق والمظالم من المحاكم في هذه الفترة، فهل من نصيحة لهم في هذا الموضوع؟

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.

أما بعد:

فينبغي على من قلّدهم الله أمر المسلمين، وأُسندت إليهم مهام ردّ المظالم، وفك المنازعات بين الناس، من قضاء وغيره، أداءُ المهام التي أُسندت إليهم، دون تباطؤ ولا مماطلة، وأن يراعوا في ذلك الصدق والأمانة، وإيصال الحقوق لأهلها، ورعاية مصالح من استرعاهم الله عليهم، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (ألا فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته) [البخاري: 2416]، ويقول: (ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة) [مسلم: 142]، وقد دعَا النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيح بقوله: (اللهم من ولي من أمر أمتي شيئا فشق عليهم، فاشقُق عليه، ومن ولي من أمر أمتي شيئا فرفق بهم، فارفُق به) [مسلم: 1828]، ولا شك أن دعاء النبي صلى الله عليه وسلم من الأدعية المستجابة، فالواجب الحذر والنصح وأداء الأمانة، والله أعلم.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

لجنة الفتوى بدار الإفتاء:

أحمد محمد الكوحة

أحمد ميلاد قدور

الصادق بن عبد الرحمن الغرياني

مفتي عام ليبيا

13/جمادى الأولى/1437هـ

22/فبراير/2016م