بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
رقم الفتوى (3242)
السيد/ مدير مكتب أوقاف طرابلس.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تحية طيبة، وبعد:
فبالنظر إلى مراسلتكم، المتضمنة السؤال التالي:
إننا في قسم المساجد بمكتب الهيئة العامة للأوقاف والشؤون الإسلامية طرابلس، تواجهنا بعض المشاكل، بسببِ تشدد بعضِ القيمين في استحواذهم على الأذان، في جميع الأوقات، بحجة أنه قيم المسجدِ، المكلف مِن قبل الأوقاف، وهذا مِن صميم عمله، مع فتح وإقفال وتنظيف المسجد، ولكن يوجد بعضُ المصلين يرغبونَ في الأذان؛ لعظيمِ فضله، فهل الأذان حقٌّ خاص بالقيم والمؤذنِ فقط، أم يُسمح بذلك لبعض رواد المسجد المعروفين؟
والجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد:
فإنّ الأذان شعيرةٌ عظيمةٌ، ومسؤوليةٌ كبيرةٌ، وللمؤذنِ شروطُ صحةٍ وكمال، ينبغي أن تتوفر فيمن يتولى هذه الشعيرة، والأحق بالأذان هو المؤذن المكلف مِن قبلِ مكتب الأوقاف المختص، فإن كان يحسن الأذان، قادرًا على أدائه بوجه صحيحٍ، فلا يجوزُ منازعته، ولا التعدي عليه في اختصاصِهِ، ولا ينبغي له التوسعُ في الإذنِ لغيره، ولا يأذنُ إلا لمن علمَ إتقانه للأذان، ومَن رغب في فضلِ الأذان، ولم يُؤذَن له، فأجرُه حاصل؛ لأنَّ الأعمال بالنيات، وعلى هيئةِ الأوقاف وضعُ وتعميم لوائحَ تنظمُ هذا الشأنَ؛ للحفاظ على شروط الأذان، ومنع النزاعِ بينَ المصلين عليه في بيوتِ اللهِ. وفيما يلي خلاصة لِما ينبغي تجنبه من اللحن في الأذان:
قال الشيخ زروق رحمه الله: “ومواضع اللحن من الأذان كثيرة، منها: مد ألف الله من اسم الجلالة وأول الشهادة، وهو قريب من الكفر؛ لأنه صورة استفهام، ومد همزة أكبر وكذا إشباع الباء؛ لأنه يصير به جمع كبر، وذلك يضارع الكفر أيضًا، وإبدال راء أكبر لامًا، وهذا قد استخفوه في الإحرام فيكون هنا أحرَى، وكذلك ضم الباء وكسرها، والإتيان بها بين الكسرة والفتحة، وفتح الكاف أيضًا، ومنه تشديد الهاء في أشهد، وإشباع الدال وتسكينها أو تنوينها، وفتح النون من قول أنْ لا إله إلا الله، والمد على هاء الله، وتسكينها أو تنوينها وهو أفحش، والإتيان بهاء زائدة بعد الهاء من الله، وضمُّ محمد وإظهار تنوينه، ومد حيَّ أو تخفيفها، وإسقاط الهاء من الصلاة والحاء من الفلاح، والتطريب والتحزين مكروه” [شرح الرسالة:207/1]، والله أعلم.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
لجنة الفتوى بدار الإفتاء:
أحمد محمد الكوحة
أحمد ميلاد قدور
الصادق بن عبد الرحمن الغرياني
مفتي عام ليبيا
22/جمادى الآخرة/1438 هـ
21/مارس/2017م