من مات محتسبا لأجل إعلاء كلمة الحق والدين، بتكليف من الدولة فترجى له الشهادة
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
رقم الفتوى (1877)
السادة/ أعيان وحكماء التبو بالكفرة.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فبالنسبة لمراسلتكم المؤرخة بتاريخ 2014/3/26م، التي تسألون فيها عن حكم جعل قتلى إحدى قبيلتين ليبيتين – حدثت بينهما خلافات قبلية – شهداء، دون ذكر مصير قتلى القبيلة الأخرى؟
فالجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد:
فإنّ الشهادة شرطها أن يكون من مات قد قتل في جبهات القتال؛ لإعلاء كلمة الله، وحفظ بيضة المسلمين، تحت شرعيّة الدولة المسلمة، أوقتله البغاة، وهو يدافع عن عرضه أوماله، فمات صابرًا محتسبًا، أو جرح ومات من أثره، فهذا هو شرط الشهادة بمعناها الشرعي، يقول صلى الله عليه وسلم: (مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ) [البخاري:2810].
وأما ما يحدث بين طائفتين مسلمتين من قتال وحروب من أجل الدنيا، أو من أجل خلافات قبلية، فلا يجوز إطلاق وصف الشهادة عليهم؛ إذ الشهادة مصطلح شرعي، لا يطلق إلا على من خصهم الشارع الحكيم به، والواجب على المسلمين إصلاح ذات البين، وأخذ الدولة على أيدي الفئة الباغية منهم التي لا تقبل الصلح، ومن كلفته الدولة بذلك، ومات محتسبا لأجل إعلاء كلمة الحق والدين، فترجى له الشهادة؛ لأنه مات في قتالٍ أَمَرَ الله تعالى به؛ قال تعالى: ﴿وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُواْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُواْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ﴾ [الحجرات:9]، والله أعلم.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
لجنة الفتوى بدار الإفتاء:
أحمد ميلاد قدور
محمد الهادي كريدان
الصادق بن عبد الرحمن الغرياني
مفتي عام ليبيا
2/جمادى الآخرة/1435هـ
2014/4/2م