بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
رقم الفتوى (1519)
ورد إلى دار الإفتاء السؤال التالي:
وجدنا بعض الجثث التي لفظها البحر، من الذين يطلق عليهم (مهاجرون غير شرعيين)، والحال أنه لا يُعلم إسلامهم من عدمه، وبقوا مدة في ثلاجة المستشفى، والآن نريد دفنهم، فهل يجوز لنا دفنهم في مقابر المسلمين؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد:
فإن من وجد ميتا في بلاد المسلمين، وجهل دينه، فإنه يُستأنس بخصال الفطرة، من الختان ونحوه، وذلك عملا بموافقة ظاهر الحال للأصل، وهو الحكم بإسلام أهل الدار، فإن وجد مختونا غُسّل وصلي عليه، قال ابن رشد رحمه الله: “وقال ابن وهب في سماع عبد الملك: أنه يجر يده على ذكره، فإن كان مختونا غسله وصلى عليه” [البيان والتحصيل:277/2]، وكذلك إن لم توجد به علامات إسلام ولا كفر، فإنه يحكم بإسلامه عملا بالأصل، وهو الدار، أما إن وُجد به علامات الكفر، كنحو لبس الصليب، وما كان من خصائص الكفار، فإنه لا يغسل ولا يُصلى عليه ولا يدفن في مقابر المسلمين، بل يوارى، والله أعلم.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
لجنة الفتوى بدار الإفتاء:
غيث محمود الفاخري
أحمد محمد الكوحة
أحمد محمد الغرياني
الصادق بن عبد الرحمن الغرياني
مفتي عام ليبيا
22/ذو الحجة/1434هـ
2013/10/27م