بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
رقم الفتوى (1912)
نحن لجنة فريق الدعم التابعة لرئاسة الأركان، تم تكليفنا بالإشراف على تدريب الكتيبة 14 مشاة في المملكة المتحدة، وحرصا منا على بناء الجيش الليبي على أسس صحيحة شرعية، ونظرا لطبيعة المكان (بريطانيا)، والزمان (شهر رمضان)، والتدريب العسكري الشاق، نأمل منكم تعريفنا بموعد الإفطار؛ لأن النهار يتجاوز ست عشرة ساعة في شهري يونيو ويوليو، ومَن نتبع في دخول رمضان وخروجه؟ ليبيا أم بريطانيا أم مكة؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد:
فإن الصوم يبدأ برؤية الهلال، فإذا ثبت الحكم بدخول رمضان بناء على رؤية الهلال، فعليكم أن تصوموا، أيّا كان ذلك البلد، والفطر في العيد كذلك؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تصوموا حتى تروا الهلال، ولا تفطروا حتى تروه، فإن غم عليكم فاقدروا له) [البخاري:1906، مسلم:2465]، سواء كنتم في بريطانيا أو في ليبيا، فإن لم يُر الهلال في المملكة المتحدة ولا في بلد يتفق معه في المطلع، فأتموا عدة شعبان ثلاثين يوما.
وأما موعد الإفطار فهو بغروب الشمس في المكان الذي تقيمون فيه، قال الله تعالى: )وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ( [البقرة:187]، وكون النهار يتجاوز ست عشرة ساعة، والتدريب شاقًّا لا يبيح الفطر قبل غروب الشمس، والأجر على قدر النَّصَب، وفي الحديث: (من صامَ رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه) [البخاري:2014، مسلم:760]، ومن عجز عن إكمال الصوم، وخشي على نفسه الضرر، فلا بأس أن يفطر، وعليه القضاء، والله أعلم.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
لجنة الفتوى بدار الإفتاء:
محمد علي عبد القادر
محمد الهادي كريدان
الصادق بن عبد الرحمن الغرياني
مفتي عام ليبيا
20/جمادى الآخرة/1435هـ
2014/4/20م