بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
رقم الفتوى (4411)
ورد إلى دار الإفتاء الليبية السؤال التالي:
تنازلَ لي أبي عن منزلٍ بمنطقة المنصورة، مساحتهُ 90 مترًا منذ سنة 1995م، كما هو مذكور بالوثيقة المرفقة، وقد بقيتُ مقيـمًا فيه إلى أن توفي، فهل هذا التنازل صحيح؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد:
فإن التنازل من قبيل الهبة، ويشترط لتمامها الحيازة، قال ابن أبي زيد رحمه الله: “وَلَا َتتِمُّ هِبةٌ وَلَا صَدقَةٌ وَلَا حُبسٌ إِلَّا بِالحِيازَة” [الرسالة:117].
والحيازة تكون بتصرف الموهوب لهم في العقار كتصرفِ المالك، قال أبو الحسن المنوفي رحمه الله: “الحِيَازَةُ وَهِيَ وَضْعُ اليَدِ وَالتَّصرّفُ فِي الشيءِ المحوزِ كَتصرّفِ المالكِ فِي مِلكهِ بِالبِنَاءِ وَالغرْسِ وَالهَدْمِ وَغَيْرِهِ مِنْ وُجُوهِ التصرّفِ” [كفاية الطالب الرباني:2/482].
عليه؛ فإن كان الحال كما ذكر في السؤال، من بقاء الابن ساكنًا في المنزل الموهوب له إلى وفاة والده، فإن التنازل صحيح؛ لتحقق الحيازة، ويختص الابن بالمنزل، ولا يدخلُ في التركة، والله أعلم.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
لجنة الفتوى بدار الإفتاء:
أحمد ميلاد قدور
حسن سالم الشريف
الصادق بن عبد الرحمن الغرياني
مفتي عام ليبيا
20//رجب//1442هـ
04//03//2021م