هل يجوز بيع عقار مغصوب؟
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
رقم الفتوى (3825)
ورد إلى دار الإفتاء الليبية السؤال التالي:
قطعة أرض لورثة، استولت عليها جهة مسلحة، فعرض شخصٌ شراءها، على أنْ يسعى في تخليصها، ووافق الورثة، فما حكم هذا البيع؟
الجواب:
الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد:
فهذا البيع يعدّ من بيع المغصوب، ولا يجوز بيع المغصوب لغير غاصبه؛ لعدم القدرة على تسليمه، ومن شروط صحّة البيع أن يكون مقدورا على تسليمه، ففي الحديث: (نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم … عَنْ بَيْعِ مَا لَيْسَ عِنْدَكَ) [النسائي:4631]، ولو قدر المشتري على خلاصه، قال خليل رحمه الله: “وَلَا يَجُوزُ بَيْعُهُ مِنْ غَيْرِ الْغَاصِبِ إذَا كَانَ الْمُشْتَرِي يَقْدِرُ عَلَى خَلَاصِهِ بِجَاهِهِ؛ لِأَنَّهُ يَأْخُذُهُ بِبخسٍ فَيَكُونُ مِنْ أَكْلِ الْمَالِ بِالْجَاهِ” [التوضيح:5/212]، والله أعلم.
وصلَّى الله على سيّدنا محمَّد وعلى آله وصحبه وسلَّم
لجنة الفتوى بدار الإفتاء:
أحمد ميلاد قدور
حسن سالم الشريف
الصادق بن عبد الرحمن الغرياني
مفتي عام ليبيا
04//رجب//1440هـ
11//03//2019م