طلب فتوى
الأسرةالطلاقالفتاوى

هل يقع طلاق الزوج إن كان في غضب شديد؟

هل يقع الطلاق عن طريق الهاتف؟

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

رقم الفتوى (4505)

 

ورد إلى دار الإفتاء الليبية السؤال التالي:

أنا المواطن ج، وكَّلني ابني س توكيلاً خاصاً؛ لأتولى نيابةً عنه الإقرار بأنه قد أوقع الطلاق على زوجته (خ)، في شهر 4 من سنة 2014م، وقد كان عن طريق اتصال هاتفي، أخبر فيه أمها أن تعتبر ابنتها طالقًا، وقد كان في حالة غضب شديد، لكنه يعي ما يقول، ثم وقع منه الطلاق مرتين، في 14/01/2017م، وفي 08/12/2019م، فهل الطلاق الأول واقع؟

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.

أما بعد:

فإن العقل هو مناطُ التكليف والمؤاخذة بالأقوال والأفعال، فإن كان المطلِّقُ يعي ما يقول، ويقصد ما يتكلم به، فالطلاق واقعٌ، وأمّا إن كان المطلِّق شديد الغضبِ وقتَ الطلاقِ، إلى درجةٍ لا يعي فيها ما يقولُ، ولا يشعرُ بما يصدُرُ منه؛ فالطلاق غير واقعٍ؛ لأنه صار في حكم المجنونِ فاقدِ العقل؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلَاثَةٍ: عَنِ النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ، وَعَنِ الصَّغِيرِ حَتَّى يَكْبُرَ، وَعَنِ الْمَجْنُونِ حَتَّى يَعْقِلَ أَوْ يُفِيقَ) [الترمذي: 142]، وقال الصاوي رحمه الله: “يَلْزَمُ طَلَاقُ الْغَضْبَانِ، وَلَوْ اشْتَدَّ غَضَبُهُ، خِلَافاً لِبَعْضِهِمْ، وَكُلُّ هَذَا مَا لَمْ يَغِبْ عَقْلُهُ، بِحَيْثُ لاَ يَشْعُرُ بِمَا صَدَرَ مِنْهُ، فَإِنَّهُ كَالْمَجْنُونِ” [بلغة السالك: 2/351].

وعليه؛ فإن كان الحال ما ذكر، فالطلاقُ واقعٌ؛ لأن ابنكَ وقتَ الطلاقِ كان يعِي ما يقول مع غضبِهِ، وتكون زوجتُهُ قد بانتْ منه بينونةً كبرَى، لا تحِلُّ له إلا بعد زوجٍ، والله أعلم.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

 

(أعطيت هذه الفتوى بناء على طلب المستفتي وإقراره بأن القضية موضوع الفتوى ليست معروضة على القضاء، وإذا ثبت خلاف ذلك فتعد الفتوى لاغية، ويخضع صاحبها للمساءلة القانونية)

 

 

لجنة الفتوى بدار الإفتاء:

عبد العالي بن امحمد الجمل

حسن بن سالم الشريف

 

الصادق بن عبد الرحمن الغرياني

مفتي عام ليبيا

11//شوال//1442هـ

23//05//2021م

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق