طلب فتوى
البيعالفتاوىالمعاملات

هل يلزم رد الدين بالعملة التي وقعت بها الاستدانة

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

رقم الفتوى (2118)

 

ورد إلى دار الإفتاء السؤال التالي:

استلفت من شخص مبلغًا ماليًّا بالليرة التركية يقدر بـ(5000) دولار، ولم يكن التضخم الموجود الآن في تركيا، وعندما أردت سداد الدين هذه السنة وجدت أن قيمة الدين أصبحت تعادل (1000) دولار أمريكي، فهل أسدد الدين بالليرة التركية، على الرغم من أن فيها خسارة للدائن؟ مع العلم بأنه لم يتم تحديد موعد لسداد الدين.

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.

أما بعد:

الواجب رد الدين بالعملة التي وقعت الاستدانة بها، دون زيادة أو نقصان، ففي المدونة: “وقال مالك، في القرض والبيع في الفلوس إذا فسدت: فليس له إلا الفلوس التي كانت تجوز ذلك اليوم، وإن كانت فاسدة، قلت: أرأيت لو أن رجلا قال لرجل: أقرضني دينارا دراهم أو نصف دينار دراهم أو ثلث دينار دراهم، فأعطاه الدراهم، ما الذي يقضيه في قول مالك؟ قال: يقضيه مثل دراهمه التي أخذ منه؛ رخصت أم غلت، فليس عليه إلا مثل الذي أخذ منه” [المدونة الكبرى:(51/3)].

وللمدين رد قيمة العملة التي وقعت الاستدانة بها بأي عملة أخرى في يوم وفاء الدين، بشرط أن يقبضه في المجلس الذي اتفقا فيه على تلك القيمة دون تأخير؛ بناءً على أن العملات أجناس مختلفة؛ لحديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: “كنت أبيع الإبل بالبقيع، فأبيع بالدنانير وآخذ بالدراهم، وأبيع بالدراهم وآخذ بالدنانير، فوقع في نفسي من ذلك، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في بيت حفصة، فقلت: يا رسول الله، رويدك أسألك، إني أبيع الإبل بالبقيع، فأبيع بالدنانير وآخذ الدراهم، وأبيع بالدراهم وأخذ الدنانير، فقال: لا بأس أن تأخذهما بسعر يومهما ما لم تفترقا وبينكما شيء” [ أبوداود:1967]، والله أعلم.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

 

 

لجنة الفتوى بدار الإفتاء:

محمد على عبد القادر

أحمد محمد الكوحة

الصادق بن عبدالرحمن الغرياني

مفتي عام ليبيا

11/صفر/1436هـ

04/12/2014م

 

 

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق