طلب فتوى
الأسئلة الشائعةالصومالعباداتالفتاوى

هل يُصام على من مات وعليه صيام من قضاء رمضان أو غيره؟

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

رقم الفتوى (5334)

   

ورد إلى دار الإفتاء الليبية السؤال التالي:

لي أختان توفيتا في حادثة سيول درنة، وعليهما قضاء من صيام رمضان، فهل يجب عليّ أن أصوم عنهما أو أخرج كفارة؟ٍ

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.

أما بعد:

فإن من مات وعليه صيام من قضاء رمضان أو غيره لا يصوم عنه أحدٌ، قال ابن عبد البر رحمه الله: “وَذَكَرَ مَالِكٌ فِي هَذَا الْبَابِ أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ كَانَ يَقُولُ لَا يَصُومُ أَحَدٌ عَنْ أَحَدٍ وَلَا يُصَلِّي أَحَدٌ عَنْ أَحَدٍ … وَأَمَّا مَنْ مَاتَ وَعَلَيْهِ صِيَامٌ فَهَذَا مَوْضِعٌ اخْتَلَفَ فِيهِ الْعُلَمَاءُ قَدِيمًا وَحَدِيثًا فَقَالَ مالك ما تقدم ذكره: لا يَصُومُ أَحَدٌ عَنْ أَحَدٍ، قَالَ: وَهُوَ أَمْرٌ مُجْتَمَعٌ عَلَيْهِ لَا خِلَافَ فِيهِ عِنْدَنَا، وَرُوِيَ مثل قَولُ مَالِكٍ عَنْ ابنِ عَبَّاسٍ وَابنِ عُمَر” [الاستذكار: 3/340]، والحديث الوارد في مشروعية صيام المسلم عن غيره مضطربٌ، ولا يصح الاستدلال به، قال ابن عبد البر رحمه الله:”.. قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَبيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: إنّ أُمِّي مَاتَتْ وَعَلَيْهَا صَوْمٌ، أَفَأَصُومُ عَنْهَا؟ فَقَالَ: “أَرَأَيتَ لَوْ كَانَ عَلَيْها دَيْنٌ، أكُنْتَ تَقْضيه؟”، قَالَ: نَعَم، قَالَ: “فَدَيْنُ اللهِ أَحَقُّ أَنْ يُقْضَى”، قَالَ أَبُو عُمر:.. عَلَى أَنَّ هَذَا الحَدِيثَ مُضْطَرِبٌ، وَقَدْ كَانَ ابْنُ عباسٍ يُفْتي بخلافِه، فَدَلَّ عَلَى أَنّهُ غَيرُ صَحِيحٍ عَنْهُ” [ التمهيد:6/115]، وإنّما يستحب لولي الميت أن يطعم عنه عن كل يوم مسكين؛ لقول النبي :”‌مَنْ ‌مَاتَ ‌وَعَلَيْهِ ‌صِيَامُ شَهْرٍ فَلْيُطْعَمْ عَنْهُ مَكَانَ كُلِّ يَوْمٍ مِسْكِينًا” [الترمذي:718]، قال أبو الوليد ابن رشد رحمه الله: “وَأمَّا ‌مَنْ ‌مَاتَ ‌وَعَلَيْهِ ‌صِيَامٌ.. فَلَا يُصَامُ عَنْهُ…وَيُطْعَمُ عَنْهُ فِي الصِّيَامِ: مُدٌّ عَنْ كُلِّ يَومٍ لِكُلِّ مِسْكِينٍ” [مسائل أبي الوليد ابن رشد:2/1281].

عليه؛ فليس للسائلة الصيام عن أختيها، وإنّما يستحب لها الإطعام عنهما فقط، بحيث تخرج عن كل يوم مدًّا تعطيه لمسكين، ويكون مِن القوتِ؛ من الأَرز أو القمحِ ونحوه، والله أعلم.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

 

 

 

لجنة الفتوى بدار الإفتاء:

أحمد بن ميلاد قدور

حسن بن سالم الشريف

 

الصادق بن عبد الرحمن الغرياني

مفتي عام ليبيا

25//ربيع الأول//1445هـ

10//10//2023م   

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق