وجوب طاعة الوالدين
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
رقم الفتوى (2506)
ورد إلى دار الإفتاء السؤال التالي:
انضم ابني لأحد الكتائب الأمنية في طرابلس، وأنا غير راضية على عمله، فتعلل بكونه جهادا في سبيل الله، وأنا مصرة على تركه هذا العمل، فهل يعتبر صنيعه من العقوق؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد:
فإن العقوق من كبائر الذنوب، قال عز وجل: ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً﴾ [الإسراء:23]، وفي الصحيحين قال صلى الله عليه وسلم: (ألا أنبئكم بأكبر الكبائر – ثلاثًا – ؟ قلنا: بلى يا رسول الله، قال: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وكان متكئًا فجلس، فقال: ألا وقول الزور، وشهادة الزور، فما زال يكررها حتى قلنا: ليته سكت) [البخاري: 5631]، والواجب على الأبناء البر بالوالدين عموما، وبالأم خصوصا، ففي حديث أبي هريرة رضي الله عنه عندما سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك، قال ثم من؟ قال: ثم أمك، قال: ثم من؟ قال: ثم أمك، قال: ثم من؟ قال: ثم أبوك) [البخاري: 5626، مسلم: 2548]، ومع هذا فلا ينبغي للأم أن تحرم ابنها من هذا الأمر إذا ثبت أنه من الجهاد في سبيل الله إلا أن يقع عليها ضرر من ذلك، فعلى الابن حينئذ أن يمتثل لها، والله أعلم.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
لجنة الفتوى بدار الإفتاء:
أحمد ميلاد قدور
أحمد محمد الكوحة
غيث بن محمود الفاخري
نائب مفتي عام ليبيا
03/ذو القعدة/1436هـ
18/أغسطس/2015م