بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
رقم الفتوى (1321)
ورد إلى دار الإفتاء السؤال التالي:
هل عمل الإنسان ورزقه مقدر في علم الله تعالى، وهل هو مخير في ذلك أم مسيّر؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد:
فإن جميع ما يحصل في الكون يحصل بقضاء الله تعالى وقدره، ومن ذلك الرزق والعمل، قال الله تبارك وتعالى: (إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ) [القمر:49]، وقال تبارك وتعالى: (نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا). [الزخرف:32]، وفي صحيح مسلم: (جاء سراقة بن مالك بن جعشم قال: يا رسول الله بيّن لنا ديننا كأنا خلقنا الآن، فيم العمل اليوم؟ أفيما جفت به الأقلام، وجرت به المقادير، أم فيما نستقبل؟ قال: لا، بل فيما جفت به الأقلام، وجرت به المقادير، قال: ففيم العمل؟ قال زهير: ثم تكلم أبو الزبير بشيء لم أفهمه، فسألت ما قال؟ فقال: اعملوا فكل ميسّر) [مسلم:2040/4] قال النووي رحمه الله: “وفي هذه الأحاديث النهي عن ترك العمل والاتكال على ما سبق به القدر، بل تجب الأعمال والتكاليف التي ورد الشرع بها، وكل ميسّر لما خلق له، لا يقدر على غيره، ومن كان من أهل السعادة يسّره الله لعمل السعادة، ومن كان من أهل الشقاوة يسّره الله لعملهم” [شرح النووي على مسلم:196/16]، والله أعلم.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
لجنة الفتوى بدار الإفتاء:
غيث بن محمود الفاخري
أحمد ميلاد قدور
محمد الهادي كريدان
الصادق بن عبدالرحمن الغرياني
مفتي عام ليبيا
7/شعبان/1434هـ
2013/6/16م