حكم زيادة المرتب نظير عمل إضافي
بسم الله الرحمن الرحيم
رقم الفتوى (268)
ورد إلى دار الإفتاء السؤال التالي:
هناك ظاهرة في بعض مؤسسات الدولة، مثل مؤسسة الكهرباء وحقول النفط وغيرهما، يشكو موظفوها بأنهم طول أيام السنة تملأ لهم مؤسساتهم بيانات قيامهم بعمل إضافي، يأخذون عليه أجرة وهم لا يؤدون هذا العمل، وإنما تريد إدارتهم من هذا العمل أن ترفع مستويات مرتباتهم؛ لعلمها أن مرتباتهم الأصلية لا تتناسب مع خطورة الأعمال التي يقومون بها ؟
الجواب:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد:
فالمرتب الذي تعطيه الدولة نظير عمل يؤديه الموظف لا يحل له أخذه إلا إذا أدى ذلك العمل، فمن لا يعمل لا يكون مستحقاً لذلك المال، وعليه فما يأخذه الموظفون في الحقول النفطية أو مؤسسة الكهرباء أو غيرها، من مال نظير عمل لم يقوموا به إنما هو مال محرم يأخذونه من غير وجه حق.
فالواجب على الموظفين أن لا يأخذوا هذه الأموال وأن ينزهوا أنفسهم عنها، وعلى المسؤولين في هذه المؤسسات أن يتقوا الله عز وجل في هذه الأموال التي استؤمنوا عليها ولا يعطوها إلا لمستحقيها، بمقتضى القانون فإنهم مسؤولون أمام الله عنها فعن خولة بنت عامرٍ الأنصارية – رضي الله عنها – قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولُ: ” إن رجالاً يتخوضون في مال الله بغير حق، فلهم النار يوم القيامة “رواه البخاري :351” وعلاج تحسين مرتبات بعض الموظفين الذين يقومون بأعمال شاقة أو خطيرة لا يكون عن طريق التحايل وإعطاء بيانات غير حقيقية يقوم بها الموظف، وتتواطأ معه الإدارة عليها، بل أحيانا الإدارة نفسها تتكفل بالأمر دون مشاركة الموظف، والمفترض في الإدارة بمقتضى القانون وبمقتضى ما ائتمنت عليه من المسؤولية أن تكون لها الرقابة وضبط مثل هذه المخالفات لا الإعانة عليها أو التساهل فيها، والبديل عن هذا الإجراء المخل بالأمانة والمؤدي إلى أكل الناس ما لا يحل لهم أن تضيف المؤسسة علاوات تمييز للموظفين المستحقين للعلاوة، تضم إلى المرتب، أو يصدر قرار بمنحهم مكافآت سنوية تشجيعية على مجهوداتهم وتفانيهم في أعمالهم، وبذلك يطيب الكسب للموظف ويسلم المدير من المخالفة.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
الصادق بن عبد الرحمن الغرياني
مفتي عام ليبيا
14/رجب/1433هـ
2012/6/4