بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
رقم الفتوى (1317)
ورد إلى دار الإفتاء السؤال التالي:
بعد وفاة والدي أردنا قسمة التركة، التي كان من جملتها أرض محل نزاع بيننا وبين عائلة أخرى، فاشترط أخي الأكبر، وهو من يتولى النزاع في الأرض المذكورة، على أن لا يتم اقتسام التركة إلا بعد الفصل في النزاع، ورجوع الأرض لنا، فقلت له وأنا في حالة غضب: (ما نبيهاش)، أي: لا أريدها، لأجل قسمة بقية التركة، وبعد قسمة التركة رجعت الأرض لنا، فطالبته بحصتي من الأرض، فقال لي: أنت تنازلت عنها، ورفض إعطائي نصيبي، علمًا بأني شاركت في حضور جلسات القضاء بخصوص القضية، وسجنت لأجلها ليلة كاملة، فهل يعد لفظي تنازلاً عن حقي في الأرض أم لا؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد:
فلا يعد اللفظ المذكور تنازلاً عن نصيبك في الأرض المتنازع عليها؛ لأنه تنازل عن حق قبل وجوبه؛ فلا يمضي، قياسا على من ترك الشفعة قبل ثبوتها، قال ابن رشد رحمه الله: “… وأما إن قال إن اشترى فلان الشقص فقد سلمت له الشفعة، فهذا لا يلزمه التسليم إن اشترى؛ لأنه [قد] أسقط حقه قبل أن يجب له”[البيان والتحصيل:280/8]، والله أعلم.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
لجنة الفتوى بدار الإفتاء:
غيث بن محمود الفاخري
أحمد ميلاد قدور
الصادق بن عبد الرحمن الغرياني
مفتي عام ليبيا
3/شعبان/1434هـ
2013/6/12م